بعدما تضرر قطاع السياحة والفاعلين به والمقتاتين منه،جراء توالي الضربات بدءا من تفشي الفزع ابان الاحداث الارهابية والتهديدات الداعشية التي شملت كل بلدان العالم ومعه المغرب،وصولا الى تطويق فيروس كورونا للكرة الارضية وشلها واضعاف الحركة فيها. ونظرا لاهمية القطاع السياحي بالنسبة للمغاربة، وكذا عائداته الاقتصادية المهمة التي تنعش خزينة المملكة،فقد قرر الاستاذ الاعلامي "الكارح ابو سالم" التطرق لمصير السياحة بعد جائحة كورونا في ظل غياب استراتيجية واضحة المعالم، حيث استضاف في برنامجه "ضد المحظور" ليومه الاربعاء الثالث من يونيو الجاري على الصفحة الرسمية لقناة "كاب 24 تيفي" كل من الاستاذ "لحسن حداد" بصفته خبيرا دوليا في الدراسات الاستراتيجية والتدبير ووزيرا سابقا للسياحة، والاستاذة "ابتسام العزاوي" نائبة برلمانية ومهندسة دولة، اضافة الى كل من الاستاذ " البشير بومدين" وزير سابق للسياحة في حكومة الشباب، والاستاذ نجيب حنكور الكاتب العام لنقابة أرباب ومهنيي النقل السياحي بالمغرب، وكذلك الاستاذ "طارق الصافي" نائب رئيس الجمعية المغربية لصناعة الامل مالك وكالة أسفار، والاستاذ "القادري علي" رئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية لهدف اغناء النقاش والتطرق للاشكاليات والمعيقات وكذا اقتراح التوصيات. حيث افتتح الاستاذ لحسن حداد باب النقاش بالتحدث عن اهمية قطاع السياحة بشقيه الخارجي والداخلي، و اسهامه الواضح في انعاش الاقتصاد الوطني موظفا خلال كلمته ارقاما واحصائيات مهمة، معتبرا ان القطاع السياحي بالمغرب يوفر لقمة عيش ل 9 مليون اسرة مغربية، مضيفا انه الى حدود هذا العام استطاع المغرب ان يجلب 13 مليون سائح خاصة وان هناك استراتيجية او رؤية 2010/2020 والتي تم التوقيع عليها بحضور الملك كانت ترمي الى وصول المغرب لمراتب متقدمة في المجال السياحي على المستوى الدولي ، وتحقيق رقم 20 مليون سائح ومبلغ مليار و 300 مليون درهم لصندوق المكتب الوطني للسياحة، ويؤكد الاستاذ حداد ان عدم وفاء وزارة المالية بالتزامتها اتجاه الاتفاقية و القطاع تسبب في عدم التطبيق الفعلي للاستراتيجية المصادق عليها, خصوص وان المنتوج السياحي الوطني يعاني من ضعف في الجودة مقارنة مع مجموعة من الدول المنافسة، اضافة الى دعوته التركيز والاهتمام بمشروعي "مدينتي" و"قريتي"لاستقطاب اكبر عدد من السياح سواء على الصعيدين الوطني او الاجنبي. بينما تطرقت مداخلة لها "الاستاذة ابتسام" ان موضوع السياحة في المغرب كان من الاولويات معتبرة ازمة كورونا تمكنت من شل قطاع السياحة مكبدة الدولة والفاعلين في القطاع خسارة جسيمة، مؤكدة ان القطاع يعرف اختلالات بنيوية اضافة الى الفشل في الوصول الى النتائج المرتقبة في رؤية 2010_2020،داعية الدولة الى دعم الفاعلين في القطاع والمتضررين من الجائحة جراء اغلاق الحدود،مصرحة ان فريقها البرلماني بالغرفة التشريعية سيتقدم بمتلمس لتعديل واعادة النظر في مجموعة من القوانين التي تهم القطاع،حيث دعت الاستاذة البرلمانية الدولة الى تتبع وتقييم السياسة العمومية في المجال السياحي ووضع استراتيجية واضحة خاصة وان هناك خوف في نفوس الجميع بسبب جائحة كورونا،معتبرة ان الامر يتطلب اجوبة مستعجلة وعملية. فيم اكد الاستاذ "البشير بومدين" ان الصحراء المغربية تمتلك مؤهلات سياحية طبيعة الا انها لم تلقى الاهتمام اللازم لهدف تنميتها، مبرزا على ان اهمال الجهة الجنوبية من طرف القائمين على القطاع يجعلها دوما متأخرة بحكم البعد الجغرافي عن المركز الرباط، مضيفا ان سياحة المؤتمرات تساهم بشكل ايجابي من رفع نسبة السياح بالاقاليم الجنوبية متسائلا عن مآل مجموعة من الاموال الضخمة التي تم رصدها لتنمية الاقاليم الجنوبية،واصفا السياحة بالاقاليم الصحراوية كالرجل المريض الذي يحتاج انعاشا مستعجلا. بينما عزز الاستاذ "القادري" مداخلات الاساتذة الكرام متحدثا عن قطاع الفندقة كجزء مهم من قطاع السياحة، ان هذا الاخير تلزمه عناية خاصة، لاعتبارات عديدة اقتصادية ودبلوماسية وثقافية، معتبرا ان قطاع السياحة يصعب النهوض به في حالة سقوطه،خصوصا وان ازمة كوفيد 19 تسببت للفاعلين والممتهنين والمقتاتين من الميدان خسارة مادية كبيرة ذاكرا قطاعات الفنادق ووكالات الاسفار والنقل السياحي والمرشدين السياحيين والمرتبطين المباشرين بهذا المجال من تجار مواطنين، والذين شل الفيروس حركتهم بشكل كلي،مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالسياحة الداخلية وتوفير منتوج سياحي ذو جودة يتلائم ومتطلبات السائح المغربي ويراعي قدرته الشرائية مشيرا الى الارتفاع الباهض لاثمنة الخدمات مقارنة مع جودتها. بينما أبرز الاستاذ"طارق الصافي" ان حجم تضرر القطاع السياحي جراء جائحة كورونا حيث اعتبر قطاع او من يتوقف عن العمل وآخر قطاع سيستأنفه بعد انقضاء الجائحة، مشيرا الى ان وكالات الاسفار هي الرابط الاساسي بين جميع القطاعات السياحية مصرحا انه سبق وتم افلاس شركة اسفار تجلب للمغرب 50 ألف سائح سنويا،واصفا محاولة انقاذ الموسم السياحي عن طريق الاستعانة بشقه الداخلي بالامر المستحيل نظرا لغياب برنامج او رؤية واضحة، سواء لفتح الحدود الجوية والفنادق والبزارات والمحلات التجارية المرتبطة بالسياحة،معتبرا ان الحكومة تتجاهل تأثر الشركات السياحية بالازمة الراهنة داعيا الى تمتيع القطاعات السياحية بتسهيلات في منح القروض وكذا أدائها اضافة الى الاعفاءات الضريبية . حيث اختتم الاساتذة الكرام نقاشهم القيم والمستفيض بالاجماع على ضرورة الاهتمام بالقطاع السياحي من جميع الجوانب والاستثمار فيه، ومراعاة ظروف الفاعلين فيه ودعمهم ،والاستعجال بوضع خطة واضحة المعالم للرقي بالسياحة المغربية الى المستوى المنشود مع الدعوة الى اشراك جميع الفاعلين والمهنيين في القطاع لوضع استراتيجية تشاركية تساهم في ازدهار القطاع السياحي بالمغرب. تابعوا مختصرات من بعض المداخلات بالفيديو التالي ,,,