سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاعلون سياحيون يعزونه إلى افتقاد القطاع إلى رؤية استراتيجية محددة الملامح: تراجع عدد السياح الوافدين على المغرب وتساؤلات عن أدوار الأجهزة الوصية للنهوض بالقطاع
عزا فاعلون سياحيون تراجع أعداد السائحين الوافدين على المغرب لافتقاد القطاع إلى رؤية استراتيجية محددة الملامح، وذلك على هامش إعلان مرصد السياحة المغربية عن تراجع عدد السياح الوافدين على المغرب بنسبة 6،2 في المائة خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2015 بما مجموعه 4،2 مليون سائح . واعتبر فاعلون في القطاع أن أي إقلاع سياحي منشود يلزمه توفير مستلزماته والإجابة عن الحاجيات الملحة للقطاع، مشددا في هذا الصدد على وجود العديد من الاختلالات التي يعاني منها القطاع السياحي في المغرب وعلى رأسها غياب رؤى واضحة تروم تأهيل القطاع بكافة مفاصله وإعادة النظر في تصنيف الفنادق وتجويد الخدمات المقدمة للسائح وترسيم سياسة تنشيطية مواكبة تشجع السياح على الاستفادة ما أمكن من المدة التي يقضونها في المغرب. كما تساءل الفاعلون السياحيون عن الجدوى من مناقشة قضية تراجع عدد السياح في ظل غياب إرادات حقيقية للنهوض بالقطاع، معتبرين أن ذلك لن يتم دون الإجابة عن عدد من التساؤلات الملحة، ومن جملتها تحديد وظائف المكتب الوطني للسياحة الذي يستفيد من ميزانية ضخمة تبلغ زهاء 80 مليار سنتيم دون أثر كبير يذكر ، وذلك بإعمال منطق المحاسبة وتقصي أوجه صرف الميزانيات المرصودة لتأهيل القطاع. وعن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تراجع القطاع السياحي في المغرب، نفى الفاعلون أن يكون عدم الاستقرار الذي تعرفه المنطقة جراء موجات الإرهاب والتطرف مبررا مقنعا لتراجع عدد السياح الوافدين على المملكة، والتي تعرف كواحة للأمن والاستقرار في محيط إقليمي ودولي متقلب، معتبرين أن الأجهزة الوصية بما فيها وزارة السياحة والمكتب الوطني للسياحة هي المقصرة في هذا الاتجاه، وذلك لافتقادها لسياسات سياحية وواضحة، مستفهمين بهذا الخصوص عن عدد السياح الذين قدموا إلى المغرب وعادوا إليه. كما تساءلوا عن المعايير المعتمدة لتصنيف الفنادق وعن مراكز الإيواء التي تستقطب السياح خارج أي مراقبة تذكر، ناهيك عن افتقاد المراكز الجهوية للسياحة للإمكانات التي تتيح لها القيام بدورها كاملا، مضيفا أنه ينبغي التساؤل عن محصلة الخطط التي كانت الدولة قد أعلنت عنها ، سواء رؤية 2010 و2015 و2020، ومن خلالها إعادة النظر في حجم التقصير ووضع الأصبع على مكامن الخلل بهدف تدارك الوضعية لإنقاذ واحد من أهم القطاعات الحيوية التي يرتكز عليها الاقتصاد الوطني. وكان مرصد السياحة الوطنية قد أعلن الثلاثاء الماضي أن عدد السياح الأجانب سجل تراجعا بنسبة 5.6%، حيث سجلت مدينتا أكادير ومراكش مثلا تراجعا نسبته 3 و 5 في المائة على التوالي في عدد السياح ، وذلك رغم نيلهما حصة الأسد في النصف الأول من 2016 بنسبة بلغت 59 في المائة من إجمالي ليالي مبيت السياح.