يسلك المغرب سياسة خارجية مبنية على التعاون الاقتصادي و البراغماتية، وهي بمثابة قوة ناعمة؛ تضمن القدرة على الحصول على ما تريده من خلال الجذب بدلا من الإكراه أو دفع الأموال. تضمن الاندماج في الفضاء الأفريقي، والحضور المكثف في العلاقات الدولية من خلال الاتجاه التي سلكته المملكة في الاستثمار في مشاريع الكبرى التي ستتولى ضمان الربط بين القارات، كما أن المغرب استطاع ضمان الاستقرار الداخلي وقطع مشوار مهم في تثبيت مسار الديمقراطي . إن اتجاه الملك إلى استقبال جاكوب زوما، هو استحضار لضرورة التعاون وتأسيس للعلاقات جديدة تقوم على البراغماتية خاصة، و أن ما تعرفه القارة هي صعود قيادات جديدة متحررة من البعد الإيديولوجي الذي كان سائدا و تروم إلى خلق علاقات برغماتية الذي سيجعل جنوب إفريقيا تتأثر بالطرح المغربي على مستوى الفضاء الأفريقي، و دعم مقترحه الحكم الذاتي في أزمة الصحراء ، عبر تغليب الرؤية التنموية، خاصة وأن البلدين يتوفران على إمكانات كبيرة لتعزيز تعاونهما، والمضي في تقوية الشراكة والعلاقات الاقتصادية في العديد من القطاعات، لتحقيق التكامل الاقتصادي في إطار شراكة رابح-رابح مع بلدان القارة. ولم يعد لجنوب إفريقيا إمكانية تجاهل المغرب بعدما أصبح ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا، الأمر الذي يمثل إغراء للرساميل الجنوب إفريقي في العديد من القطاعات ذات قيمة مضافة عالية، ضمنها المالية والتأمين والنقل الجوي والتكنولوجيا الجديدة للإعلام. * باحث ومتخصص في الشؤون السياسية والبرلمانية