أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني أن الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة، التي احتضنتها مدينة الجديدة بين 17 و21 ماي الجاري، سجلت رقماً قياسياً غير مسبوق في عدد الزوار بلغ 2.400.000 زائراً وزائرة، في سابقة هي الأكبر في تاريخ هذه التظاهرة المجتمعية. وشهدت الفعالية التي نظمت بفضاء المعارض "محمد السادس" توافداً كثيفاً من مختلف الفئات، حيث بلغ عدد الزوار في ذروة الحضور خلال يومي السبت والأحد فقط أزيد من مليون و180 ألف شخص، أغلبهم تلاميذ يمثلون أكثر من 1916 مؤسسة تعليمية، إلى جانب حضور وازن من جمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الوطنية والدولية. واعتمدت المديرية على البث المباشر عبر منصاتها الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي، ما مكّن من تحقيق أكثر من 29 مليون مشاهدة، إضافة إلى توفير تغطية صحفية واسعة همّت 1256 نشاطاً إعلامياً. وتميزت التظاهرة بتنوع فضاءاتها الممتدة على أكثر من هكتار، تضم 50 رواقاً موضوعاتياً تغطي مختلف مجالات العمل الأمني، من التكوين والتوظيف، إلى الشرطة العلمية، ووحدات التدخل، وخلايا التكفل بالنساء والأطفال، ومبادرة "إبلاغ" لمحاربة العنف الرقمي، فضلاً عن التعريف بالتكنولوجيا الحديثة في مجال الأمن. ولفتت الأنظار "دورية أمان"، وهي مركبة ذكية مطورة من طرف مهندسي الأمن الوطني، مزودة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي وتطبيقات متصلة بقواعد البيانات الأمنية، لتقديم تدخلات ميدانية دقيقة وفورية. كما تم عرض سيارات تاريخية وأزياء ومعدات شرطية من مختلف مراحل تاريخ الجهاز، إلى جانب جناح ترفيهي متطور مخصص للأطفال، ومساحات مخصصة للعروض الحية للقوات الخاصة والخيالة وكلاب الشرطة المدربة. من جانب آخر، نظمت ندوات علمية تناولت موضوعات راهنة مثل تحديات تنظيم التظاهرات الكبرى، واستعمال الذكاء الاصطناعي في العمل الأمني، وأهمية الهوية الرقمية في تحديث الخدمات العمومية. وتهدف المديرية العامة للأمن الوطني من خلال هذه الأيام المفتوحة إلى ترسيخ مفهوم شرطة القرب، وتعزيز جسور الثقة مع المواطن، وتكييف السياسات الأمنية مع تطلعات المجتمع، بما ينسجم مع مقاربة الأمن التشاركي والمواطِني.