بتاريخ 17و18 ابريل 2013 نظم مسلك الدراسات الامازيغية بجامعة ابن زهر أيامه الثقافية الرابعة , وهكذا ألقى العميد احمد صابر كلمة افتتاحية بالمناسبة مؤكدا فيها أن مسلك الدراسات الامازيغية ليس منعزلا بل له أهمية كبيرة تماما كباقي المسالك والشعب التقليدية كالانجليزية والاسبانية والفرنسية ,ومن هذا المنطلق أصر على إعطاء اللغة الامازيغية عمقا اكبر خاصة بعد دسترتها, كما أردف قائلا: إن لغتنا رهينة بجهودنا كما أشار في معرض حديثه إلى الجهود التي تبذلها الجامعة لإرساء شعبة للدراسات الامازيغية بجامعة ابن زهر عبر المطالبة بذلك جهويا ووطنيا ,كما أوضح الأستاذ احمد صابر انه بصدد الإعداد لانتخاب رئيس لهذه الشعبة مشيرا إلى الجهود التي بذلها ويبذلها الأستاذ علي بركات وخلفه الدكتور عبد العالي تلمنصور من اجل الرقي بجودة التعلمات. كما رحب كل من الدكتور محمد أفقير منسق مسلك الدراسات الامازيغية والدكتور عبد العالي تلمنصور منسق الماستر بالحضور والمشاركين , مع تقديم اضاءات حول المساهمات العلمية والثقافية والتربوية المبرمجة مبرزان أن التظاهرة استمرار للتقليد واستثمار للحصيلة الايجابية للدورات الثلاثة الماضية. وتميز اليوم الأول بمداخلة الأستاذ الباحث محمد اكناض متناولا موضوع الشعر الشفوي الامازيغي مبرزا أصالته في الملاحم الامازيغية كما أكد ذلك ابن خلدون نفسه. ثم أوضح أهمية هذا النوع في صون الذاكرة الشعبية إضافة إلى فائدته الانطربولوجية. و تناول الأستاذ الباحث محمد أوسوس في مداخلته موضوع القافية في الشعر الامازيغي الحديث مستعرضا نماذجا من سوس والأطلس والريف وتجربة القبايل والطوارق والاوراس وجربة التونسية كما أشار إلى تجربة نفوسة. وفي مداخلة قيمة شدد الأستاذ البشير بن الشريف على ضرورة توظيف الشعر الامازيغي في العملية التعليمية التعلمية وتشجيع الرحلات الثقافية الى اسايس داعيا إلى سد ثغرات الكتب المدرسية معتبرا الشعر الامازيغي ذخيرة وحاملا من الحوامل البيداغوجية المهمة , مشيرا إلى ضرورة ايلاء أهمية قصوى لأدب الطفل الامازيغي مستدلا بان العرب كانوا يرافقون أبناءهم إلى سوق عكاظ لينهلوا من إبداعات الكبار,مختتما حديثه بضرورة انقاد التراث الامازيغي من الضياع. وأسهب الدكتور محمد أفقير في الحديث عن الشعر التقليدي لأحواش و احيدوس متحدثا عن أنماطه مع إبراز لمضامينه وأشكاله مبرزا الجوانب الجمالية لهدا الفن الأصيل. وفي مداخلة قيمة ابرز الأستاذ عبد المطلب زيزاوي أهمية الشعرالشفوي بالريف عبر التاريخ مستشهدا بأنماط منه واثره لدى المتلقي خاصة أشعار الملاحم والبطولات . كما تميزت مداخلة الأستاذ الباحث الحسن البوزيدي بتقديم صورة عن الجانب الهوياتي في الشعر الامازيغي بسوس مستشهدا بالشعر الغنائي في فن الروايس مع تقديم نماذج العمالقة أمثال الحاج محمد الدمسيري. وتناولت الأستاذة الباحثة فاطمة فايز موضوع شعر الأعراس بالجنوب المغربي, مستفيضة في الحديث عن طقوس تانكيفت بسوس وأنماط وارو السبعة بالجنوب الشرقي. وافتتح اليوم الثاني بمداخلة للدكتور احمد الهاشمي حول موضوع العلمية الامازيغية قضايا ونماذج مستعرضا فيها بامتياز خلاصة مجهوداته في مختبر التراث والإعلام والمصطلحات, وهكذا تحدث عن مفهوم العلمية الامازيغية وأهميتها وبنائها وبعض قضاياها وأنماطها, مشيرا إلى أن الاهتمام بأعلام الأماكن والناس أضحى توجها عالميا لا غنى عنه.داعيا إلى بناء معلمة امازيغية شاملة. كما تناول الأستاذ الباحث في الانطروبولوجيا الحسين البويعقوبي في مداخلته موضوع الأدب الامازيغي في الدراسات الكولونيالية من خلال الأبحاث العلمية والإستراتيجية للهيمنة والحماية المرتكزة على تنوع الخطابات ا لممهدة لذلك, كما ساهم الأستاذ الباحث عبد المجيد الزوهير في اغناء أنشطة التظاهرة بالحديث عن تمظهرات التنوع الفونولوجي الامازيغي موضحا أهم ظواهره وسماته. وقدم الدكتور عبد العالي تلمنصور منسق الماستر المشرف على التظاهرة مداخلة جادة وقيمة تناولت بالدرس والتحليل الخطاب الهوياتي من خلال قصائد الفنانة فاطمة تابعمرانت سابرا أغوار قصائدها الخالدة مستدلا بقصيدة اهوي ا راداك نشلح و قصيدة تيفيناغ. وتميزت مداخلة الأستاذ علي بركات بجاذبيتها لما تناولته من حديث عن فن امديازن بالأطلس وإيقاعاته المتميزة وجنوحهم إلى الحفاظ على شكله التقليدي لما لطقوسه من قدسية لدى الامازيغ. كما سلط الاستاذ حسن شهباري الضوء على ملحمة ظهار اوبران بالريف مستعرضا بطولات الريفيين الدين قدموا صورا من الإقدام والشجاعة من اجل الحرية والكرامة مما ساهم في تلميع صورة الريفيين في حوض البحر الأبيض المتوسط والعالم, مختتما مداخلته بالدعوة إلى انقاذ التراث المادي بالريف وباقي ربوع الوطن. وفي المنحى ذاته تناول الأستاذ الباحث محمد ارجدال شعر المقاومة بقبائل ايت باعمران مبرزا ملاحم وبطولات الباعمرانيين ضد المستعمر الاسباني مستشهدا بقصائد ثلة من الشعراء والشاعرات. واستعرض الأستاذ الباحث المعروف منذ سبعينيات القرن الماضي إبراهيم اوبلا الدرر النفيسة لفن أحواش مبرزا طقوس اسايس مقدما نماذجا من واحة تاكموت ن يعقوب مذكرا بعبقرية فطاحلة شعر المحاورات القدامى بها أمثال بولا اوعلي وسيدي بورح. كما تميزت مداخلة الأستاذ والشاعر الكبير الطيب امكر ود بتناولها لموضوع : من النضال بالشعر إلى النضال من اجل الشعر, مستعرضا أصناف القصيدة الامازيغية والتي حددها كما يلي: قصيدة ماقبل ازايكو ونوع ازايكو ثم الموجة الحديثة مبينا القضايا التي تناولها كل نوع ومدى التقيد بالأوزان الكلاسيكية, كما تأسف للبعد التجاري الذي أضحى يطبع الساحة الفنية. كما فسح المجال لقراءات شعرية بالمناسبة قدمها شعراء مرموقون أمثال الطيب امكر ود وسعيد اد بناصر بالإضافة إلى مبدعين شباب. وفي ختام هده التظاهرة تم تكريم ثلة من الأساتذة الذين لم يدخروا جهدا طيلة مسارهم من اجل الرقي بمنتوج مسلك الدراسات الامازيغية ويتعلق الأمر بكل من السادة: ذ.علي بركات والأستاذ إبراهيم اوبلا والاستاذ البشير بن الشريف, ليسدل الستار على فعاليات الدورة الرابعة للأيام الثقافية الامازيغية والتي اتخذت شعارا لها: اللغة الامازيغية وادابها: مقاربات متعددة بحضور كل من السيد العميد والكاتب العام للكلية وحشد كبير من المهتمين بالشأن الامازيغي. الذين أكدوا نجاح التظاهرة بامتياز.