خلال السنوات الماضية، كانت شواطئ إقليمالحسيمة تعرف غزواً كثيفاً لقناديل البحر، خصوصاً الحمراء منها، بالتزامن مع انطلاق موسم الاصطياف. هذه الظاهرة الموسمية كانت تقلق راحة السياح والمصطافين بمختلف شواطئ الاقليم، حيث كانت تعكر صفو استمتاعهم بالمياه الزرقاء. وأرجع المهتمون آنذاك سبب ظهور هذه القناديل إلى التحولات المناخية التي شهدتها منطقة البحر الأبيض المتوسط، والتي أدت إلى تكاثر وانتشار هذه الكائنات البحرية خلال فصل الصيف. ولكن هذا الصيف، لاحظ الجميع غياب قناديل البحر عن الشواطئ، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التغير المفاجئ. هل يعني ذلك تحسن في الظروف البيئية أو المناخية التي كانت مسؤولة عن ظهورها في السابق؟ أم أن هناك اسباب اخرى ساهمت في القضاء عليها أو تقليل انتشارها؟ وكانت وزارة الفلاحة والصيد البحري قد أصدرت في السنوات الماضية توصيات للتعامل مع لسعات قناديل البحر، حيث أوصت بسحب الأطراف الملتصقة بالجسم المصاب بوسائل آمنة وتجنب استخدام أي سوائل قد تزيد من تهيج الجرح. غياب قناديل البحر عن شواطئ الحسيمة هذا العام قد يكون علامة إيجابية على تحسن الوضع البيئي في المنطقة، ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الظاهرة ستستمر أم أن هذا الهدوء هو مجرد استراحة مؤقتة قبل عودتها في المواسم المقبلة.