عبّرت عدد من الحرفيات والتعاونيات النسوية العاملة في مجال الخياطة بإقليم الحسيمة عن سخطها الشديد إزاء ما وصفته ب"التحايل والتجاوزات الخطيرة" التي شابت مسابقة خياطة اللباس التقليدي الريفي، المنظمة مؤخراً من طرف المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بالحسيمة، بدعم من منظمة اليونسكو. وبحسب بيان استنكاري أصدرته الحرفيات والتعاونيات المتضررة، فإن المسابقة التي استمرت لأزيد ثلاثة أشهر من بداية نونبر 2024 الى نهاية يناير 2025، تطلبت جهودًا بدنية كبيرة ومصاريف مادية مهمة من أجل إنجاز تصاميم تجسد الهوية الثقافية الريفية، وفق الشروط المعلنة مسبقًا. غير أن انهن تفاجأن بإقصاء أعمالهن دون عقد أي لقاء رسمي لاختيار التصاميم، كما تم وعدهن بذلك. وأكدت المعنيات بالأمر أن الأزياء المنتقاة "لا تمت بصلة للتراث الريفي"، بل إن الأشخاص الذين تم اختيارهم "لا تجمعهم أي صلة لا بالصناعة التقليدية ولا بالخياطة"، في ما اعتبروه ضربًا لمبدأ تكافؤ الفرص وتكريسًا للمحاباة. وأعربت التعاونيات عن خيبة أملهن من نتائج المسابقة التي اعتبرنها بعيدة كل البعد عن الأهداف الأصلية للمبادرة، والتي كانت تروم تشجيع الإنتاج المحلي ودعم النساء الحرفيات. كما طالبن بفتح تحقيق نزيه في الموضوع، واتخاذ الإجراءات الضرورية لإنصاف المتضررات وضمان العدالة في مثل هذه المبادرات. واختتم البيان بتأكيد التعاونيات على تمسكهن بهويتهن الثقافية، واستعدادهن لمواصلة الدفاع عن حقوقهن ومكتسباتهن، داعيات في الآن ذاته كافة الهيئات المحلية والمركزية إلى التدخل العاجل من أجل وقف مثل هذه الممارسات التي "تهدد مصداقية العمل التعاوني ومجال الصناعة التقليدية برمته".