في سياق تقديم مجموعة من المذكرات لمسؤولين حكوميين سابقا، وقادة سياسيين مغاربة . صحيفة الأيام الأسبوعية تنشر محاور من مذكرات السيد بنعلي المنصوري المعنونة ب " خطوات على درب الزمن " وتدخله لدى الملك الحسن الثاني لرد الاعتبار لعائلة الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي . إنفردت جريدة الأيام الأسبوعية عدد 1125 من شهر أبريل 2025، مشكورة بنشر مقتطفات من مضامين محاور لمذكرات أعدها الوزير السابق السيد بنعلي المنصوري؛ يقدمها الكاتب للقارئ على شكل سيرة ذاتية تهم المؤلف، وتشتمل على ما يفوق 800 صفحة، معززا إياها بما يزيد عن 200 صورة ووثيقة توثق لأحداث هامة في تاريخ المغرب . ويرتقب صدورها بالمكتبات قريبا بعد الانتهاء من طباعتها، والسيرة الذاتية لبنعلي المنصوري غنية بالسرد المشوق والأحداث، كتب تصديرها الدكتور محمد الكتاني، ووضع مقدمتها الدكتور محمد احميدة . من المعلوم أن السيد بنعلي المنصوري كان عضوا جماعيا، ثم برلمانيا، فوزيرا تقلد مناصب رفيعة، ومهام في عدة تشكيلات حكومية، وأخيرا عضوا بالديوان الملكي، وهو ينحدر من أصول أسرة في منطقة الريف المغربية . ليكشف حسب صحيفة الأيام الكثير من الأسرار والخفايا والكواليس التي لا يعرفها أو يطلع عليها سوى المقربون من المربع الملكي. وتحكي الأيام الصحيفة، كيف تدخل لدى الملك الراحل الحسن الثاني في موضوع أسرة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي بشأن المستحقات المالية التي كانت تصرف لها بأمر من المغفور له الملك محمد الخامس، قد توقفت منذ مدة طويلة من طرف الحكومة، والتجاوب الفوري والكبير من المغفور له الحسن الثاني، من خلال الاتصال بالسيد عباس القيسي الأمين العام للحكومة آنذاك، بأمر من الملك، لاتخاذ الترتيبات القانونية لعودة هذه المستحقات لكل بنات وأبناء المجاهد . ويحكي عن الأمين العام للحكومة السيد عباس القيسي؛ كونه كان رجلا مستقيما وفاضلا، ويحمل تقديرا خاصا للمجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، وقد اقترح عليه السيد بنعلي المنصوري تخصيصهم بمرتب يعادل ما كان يتقاضاه الوزير في تلك الفترة من عقد الثمانينات، ويصرح صاحب المذكرات تجاوبه السريع والفعال في الملف والموضوع، سواء على مستوى عدد الأفراد أو المبلغ. تسرد الأيام كيف اتصل السيد بنعلي المنصوري في الموضوع بكل من نجلة المجاهد المرحومة عائشة الخطابي وزوجها الدكتور مصطفى بوجيبار، وحتى لا يتم نسيان أحد من هذه الالتفاتة الملكية من عائلة المجاهد. وبمبادرة منه كما ورد في الصحيفة، فقد أضاف إسمين هما : الدكتور عمر الخطابي ابن عم محمد بن عبد الكريم الخطابي، والسيدة للافطومة البنت الوحيدة من أبناء المجاهد الشريف سيدي محمد أمزيان التي لا تزال على قيد الحياة . أمر آخر على درجة من الأهمية، أكده السيد المنصوري بنعلي في هذا الباب، حرصا على تسجيل الحقيقة للتاريخ، حول موقف أسرة الخطابي مما سعى إليه، إذ لم يكن ما أقدم عليه بطلب من هذه الأسرة، إذ لم تطلب منه يوما أسرة هذا المجاهد الكبير، التدخل لدى الملك الحسن الثاني، بحيث كانت المبادرة منه، نظرا لمجموعة من الحيثيات والظروف والعوامل سردها السيد بنعلي المنصوري. فيما تفضلت الأيام بنشره مشكورة، والتي ستخرج في المذكرات المنتظرة قريبا . وتناول في نفس الوقت ممتلكات العائلة الخطابية بشكل عام؛ وفي نفس السياق، باعتبارها كانت من العائلات الكبرى والمرموقة في الريف، والتي كانت سلطات الاستعمار الاسباني باعت جزءا كبيرا من هذه الممتلكات للخواص، مع تحول القليل منه نحو أملاك الدولة، وإقامة المجاهد في أجدير التي فوتت لوزارة الداخلية، والتماطل الذي لقيه من وزارة الداخلية على عهد إدريس البصري. وتناول طريقة حل هذا الملف مع بقية الوزارات والقطاعات الحكومية بيسر وسهولة، إحتراما وتنفيذا للأمر الملكي في الموضوع، خاصة وأن نجل المجاهد الاكبر السيد سعيد الخطابي كان طرفا رئيسيا أثناء حل هذه المعضلة، إلى جانب والدته زوجة المجاهد الخطابي . وتطرق في هذه المضامين أيضا إلى طلب استقالته من الحكومة، خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، احتجاجا على خطاب "الأوباش " الذي نعت به الملك الحسن الثاني اهل الشمال وبصفة خاصة سكان الريف، بعد الاحتجاجات التي عرفتها المنطقة بسبب الزيادة في أسعار المواد الأساسية الغذائية، ورفض استقالته، بناء على مجموعة من الحيثيات الواردة في مقال صحيفة الأيام . مع تناول مضامين أخرى من قبيل سبب انحياز السيد أحمد عصمان زعيم حزب التجمع الوطني للاحرار، الذي كان لديه آنذاك ميل نحو مساندة ملتمس الرقابة ضد الحكومة،الذي كان يعتزم تقديمه حزب الاتحاد الاشتراكي كزعيم للمعارضة المغربية في البرلمان....