أعلنت الحرس المدني عن فتح تحقيق عاجل عقب العثور على خمس جثث لمهاجرين غير نظاميين، وجميعهم مكبلون من الأيدي والأرجل، في مياه المنطقة خلال الشهر الأخير. هذا الاكتشاف المروع جاء في سياق تصاعد الهجرة البحرية من سواحل الجزائر نحو الجزر الإسبانية. وحسب ما أفادت به السلطات المحلية، فإن اثنين من هذه الجثث تم انتشالهما من مياه فورمنتيرا، الأولى جرى رصدها يوم 18 ماي من طرف قارب خاص يحمل علم بلجيكا، حيث تبين أن الضحية كان يرتدي سترة نجاة برتقالية وكان مقيدًا من الأطراف، فيما عُثر على الجثة الثانية بعد أيام قليلة غربي الجزيرة، في سيناريو مشابه. تكررت هذه الاكتشافات في مناطق مختلفة من المياه الإقليمية للباليار، ليصل عدد الجثث الموثقة بالحبال إلى خمس. وفي تعليق لها على الحادث، وصفت مارغا بروهينس، رئيسة حكومة جزر الباليار، الأمر ب"المرعب"، معتبرة أن هذه الواقعة تمثل الوجه "الأكثر قسوة" لما أسمته بترسّخ "طريق الهجرة الخطير بين الجزائر والباليار"، داعية الحكومة المركزية في مدريد إلى التدخل الفوري وعدم ترك الجزر وحيدة في مواجهة تدفقات الهجرة المتزايدة. وتأتي هذه التطورات وسط موجة جديدة من قوارب الهجرة، إذ شهدت المنطقة بين 20 و22 يونيو الجاري وصول 18 [قاربًا مطاطيًا تقل أكثر من 340 مهاجرًا. بذلك، يقترب عدد المهاجرين الواصلين إلى جزر الباليار منذ بداية العام من 3,000 شخص، وفقًا لإحصائيات السلطات. من جهة أخرى، كشفت البيانات الصادرة عن وفد الحكومة في جزر الباليار عن انتشال 31 جثة من مياه وشواطئ المنطقة ما بين يناير ويونيو، يُعتقد أنها تعود لمهاجرين فقدوا حياتهم خلال محاولاتهم عبور البحر المتوسط في قوارب متهالكة، هربًا من الفقر أو العنف في بلدانهم.