سلطت الصحافة الهولندية، من خلال تقرير لإذاعة NOS، الضوء على موجة الغلاء التي تشهدها منطقة الريف شمال المغرب خلال فصل الصيف، والتي ترهق كاهل كل من السياح القادمين من أوروبا، وخاصة من الجالية المغربية بهولندا، والسكان المحليين الذين يعانون أصلاً من هشاشة اقتصادية واضحة. وأوضح التقرير الذي انجزته الصحفية سهيلة حلوشي أن الأسعار في مدن الريف ارتفعت بشكل لافت مقارنة بالسنوات السابقة وباقي مناطق المغرب، حيث تصل أثمان تذاكر الطيران من هولندا إلى المغرب في الصيف إلى 800 أو 900 يورو، في حين لا تتعدى 300 يورو في باقي فصول السنة. كما يتم التلاعب بالأسعار في المطاعم من خلال لصق قوائم طعام خاصة بالسياح، غالباً مكتوبة بالهولندية وبأسعار مبالغ فيها. وتوقف التقرير عند مظاهر الغلاء في مدينة الحسيمة، حيث تنتشر مطاعم أسسها مغاربة من الجالية الهولندية تقدم وجبات غربية بأسعار غير معتادة في السوق المغربية، مثل "فريكندال سبيسيال" ب4.50 يورو، و"خبز بالكاشير المشوي" ب7 يورو، ما أثار استغراب الكثير من الزوار والسكان على حد سواء. وركزت الصحفية على تأثير هذه الزيادات على الساكنة المحلية، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وهو ما يضاعف من الضغط على فئات واسعة من المواطنين في منطقة تعتبر من بين الأفقر في المملكة. وفي هذا السياق، أورد التقرير فيديو انتشر بشكل واسع بين أبناء المنطقة، يظهر فيه رجل من مدينة الناظور يقارن بين أسعار القهوة في مدينته ونظيرتها في مليلية الإسبانية، مشيراً إلى أن القهوة هناك أرخص بثلاث مرات رغم أن الأجور أعلى بثلاثة أضعاف. وأكدت الصحفية أن هذا الواقع يعكس هشاشة البنية الاقتصادية للمنطقة، التي تعتمد بشكل شبه كلي على موسمي الصيف والعطلة، وتعيش تحت وطأة نسب بطالة مرتفعة تصل إلى 25%، وتناهز 37% في صفوف الشباب، ما يجعل من موجة الغلاء تهديداً مباشراً لاستقرارها الاجتماعي والاقتصادي. ورغم كل هذه التحديات، يواصل العديد من مغاربة أوروبا زيارة الريف كل صيف، سواء لارتباطهم العائلي بالمنطقة، أو لامتلاكهم منازل ثانوية فيها، أو رغبة في لقاء أفراد من العائلة الممتدة القادمين من بلدان أوروبية أخرى، وهو ما يمنح المنطقة انتعاشة مؤقتة لا تلبث أن تخفت بانتهاء الموسم.