هاجم عدد من الملثمين ليلة أمس مجموعة من القاصرين المهاجرين قرب مركز الإيواء الأولي بحي هورتاليزا في مدريد، ما أسفر عن إصابة أحدهم بجروح استدعت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى. وأكدت مصادر من وفد الحكومة بالعاصمة الإسبانية أن الشرطة الوطنية فتحت تحقيقا في الحادث، معتبرة أن ما جرى يندرج ضمن "جرائم الكراهية" التي تستهدف فئات هشة. ويأتي هذا الاعتداء بعد أيام قليلة من حادث اغتصاب تعرضت له فتاة قاصر في المنطقة نفسها على يد مهاجر قاصر مقيم بالمركز ذاته، وهو ما أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية. الشرطة الوطنية كانت قد ألقت القبض على المشتبه فيه، وهو قاصر مغربي، وفتحت بحثا قضائيا حول ظروف الاعتداء الذي وقع بحديقة إيزابيل كلارا إوخينيا المجاورة للمركز. خلال ندوة صحفية لتقديم حصيلة الجريمة خلال النصف الأول من العام، شدد ممثل الحكومة المركزية بمدريد، فرانسيسكو مارتين، على ضرورة مواجهة الجناة بأقصى "شدة أمنية"، محذرا من خطورة "الخطابات المحرضة على الكراهية" التي قد تتحول إلى أفعال عنف كما حصل في هجوم الملثمين. ودعا المسؤول ذاته إلى "التحلي بالمسؤولية والابتعاد عن استغلال هذه القضايا لتحقيق مكاسب سياسية"، مبرزا أهمية العمل المشترك للتصدي للعنف الجنسي وحماية الفئات الهشة. في المقابل، عبر عمدة مدريد خوسيه لويس مارتينيز-ألمييدا عن إدانته المزدوجة لحادث الاغتصاب وللاعتداء على القاصرين المهاجرين، مؤكدا أن حزبه (الحزب الشعبي) لا ينكر وجود قلق مجتمعي إزاء ملف الهجرة، لكنه يرفض "السياسات الشعبوية القائمة على التهوين أو الانغلاق المطلق". من جهتها، استغلت رئيسة جهة مدريد، إيزابيل دياز أيوسو، الواقعة لتجديد انتقاداتها للحكومة المركزية، معتبرة أن "عدد القاصرين المهاجرين يزداد وأنهم يصلون في أوضاع أكثر صعوبة، بينما يضاعف سانشيز أعدادهم ويترك الأقاليم تواجه المصير وحدها". وأعلنت حكومة مدريد أنها أحالت ملف القاصر المتورط في الاعتداء الجنسي إلى وفد الحكومة قصد تفعيل مسطرة لمّ الشمل الأسري، مشيرة إلى أن 37 ملفا مماثلا سبق أن أُحيلت بسبب "استحالة إدماج أصحابها". الجدير بالذكر أن مركز هورتاليزا سبق أن شهد في السنوات الأخيرة أحداثا متكررة من قبيل محاولات تمرد، حرائق واعتداءات، ما يجعله في صلب الجدل السياسي والاجتماعي الدائر حول سياسات استقبال المهاجرين القاصرين في إسبانيا.