أطلق المغرب مشروعا تجريبيا لتركيب آلاف الألواح الشمسية العائمة فوق خزان مائي قرب طنجة بهدف تقليص تبخر المياه وإنتاج الكهرباء لميناء طنجة المتوسط، في خطوة تندرج ضمن جهود مواجهة الجفاف وتراجع الموارد المائية. المشروع، الذي يشمل حاليا أكثر من أربعمئة منصة عائمة، يهدف إلى بلوغ اثنين وعشرين ألف لوح يغطي مساحة عشرة هكتارات من أصل مئة وثلاثة وعشرين هكتارا للخزان. ومن المتوقع أن توفر المنشأة عند اكتمالها ثلاثة عشر ميغاواط من الكهرباء تعادل استهلاك الميناء. - إعلان - أكدت وزارة الماء أن التجربة قد تقلص تبخر المياه بنحو ثلاثين في المئة، في وقت يفقد فيه خزان طنجة ما يقارب ثلاثة آلاف متر مكعب يوميا، وهو رقم يتضاعف خلال الصيف. وأوضحت أن هذه الخطوة "تمثل مكسبا مهما في سياق ندرة متزايدة"، رغم أن حجم المياه المحفوظة يبقى محدودا. إلى جانب الألواح، يجري التفكير في تشجير ضفاف الخزان للتقليل من تأثير الرياح الحارة. كما تجرى دراسات لإطلاق مشاريع مشابهة في سدي واد المخازن شمالا وللا تكركوست قرب مراكش. وصف الأستاذ المتخصص في المناخ محمد سعيد كروك التجربة ب"الرائدة"، لكنه حذر من صعوبة تغطية سطح الخزان بأكمله بسبب اتساعه وتغير منسوب مياهه ما قد يعرض الألواح للتلف. المغرب فقد خلال العقد الأخير نحو 75 في المئة من موارده المائية المتأتية من التساقطات مقارنة بثمانينيات القرن الماضي، إذ تراجعت من معدل سنوي يبلغ ثمانية عشر مليار متر مكعب إلى خمسة فقط. في مواجهة هذا التراجع، يعول المغرب بشكل متزايد على محطات تحلية المياه التي توفر حاليا 320 مليون متر مكعب سنويا، مع خطة لرفع الإنتاج إلى 1,7 مليار بحلول 2030. كما يطور مشاريع لتحويل الفائض من السدود الشمالية نحو الوسط والجنوب عبر قناة تعرف ب"الطريق السيار للماء" تربط حوض سبو بالرباط وتمتد لاحقا إلى خزانات أخرى.