سيلتقي عبد الواحد الراضي بالملك الحسن الثاني في قصر الصخيرات، وكان ذلك بعد أن حسم الاتحاد الاشتراكي موضوع خلافة عبد الرحيم بوعبيد، حيث أصبح عبد الرحمان اليوسفي قائدا جديدا للحزب، كما كان الملك قد استقبله استقبالا بروتوكوليا بمعية نجليه، ولي العهد الأمير سيدي محمد، والأمير مولاي رشيد، على حد ما جاء في مذكرات عبد الواحد الراضي «المغرب الذي عشته«. يقول الراضي في مذكراته:«كان ذلك يوم الأحد سابع يونيو 1992، كما دونت في أوراقي الشخصية، دعاني الملك إلى مرافقته على متن سيارته التي كان هو من تولى سياقتها شخصيا، بادر جلالته إلى الحديث، وهو يتجه في طريقه من الصخيرات إلى الرباط. قال لي: اخر مرة التقيت فيها عبد الرحمان اليوسفي، سارت الأمور على أحسن ما يرام.سي عبد الرحمان، كانت له صورة رجل المقاومة، ورجل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ثم عاش طويلا في الخارج، وأخيرا، أصبح رجل الاتحاد الاشتراكي، وخلف عبد الرحيم». قال الراضي أن الملك قال:«لقد اخترتم الاختيار الأفضل، وليس لي أي حكم مسبق على ذلك، وحتى وإن كانت ستصدر عنه بعض المشاكل، فسيتم التسامح معه، ذلك لأنه في حاجة إلى وقت كي يدخل في الواقع المغربي، ولكن في حدود سنة من هذا المكوث المستمر في للمغرب، مع القيام بزيارات إلى المناطق والمدن، ورزازات والجنوب والغرب والشمال، بدون شك سيشكل رؤية أكثر دقة حول وقائع البلاد. في هذه الحالة، إذا أخطأ فلن يكون هناك مبرر لأخطائه». «إنه كاتبكم الأول، يسترسل الملك، ولدي فهم عسكري للسياسة نظرا لحرصي على التراتبية، ومعنى ذلك، أنه مخاطبي الرئيسي. إنه رجل لبق، وأنا أضع اللباقة فوق كل اعتبار، أفضل شخصا يقول لي (لا) بلطف على شخص يقول لي (نعم) بطريقة غير لبقة». وتجدر الإشارة إلى أن عبد الواحد الراضي كان قد وقع كتابه «المغرب الذي عشته» يوم السبت الماضي ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب، وقد حضر جمهور كثيف أثناء توقيع الكتاب، كما بيعت منه أعداد كبيرة بالمغرب. ويتضمن الكتاب الذي هو عبارة عن سيرة حياة، عددا من المحاور المرتبطة بالحياة الشخصية والسياسية والنضالية لعبد الواحد الراضي.