ذكرت المندوبية السامية للتخطيط في دراسة تمهيدا لرفع الحجر الصحي الذي فرض في البلاد جراء انتشار وباء كورونا، بأن خطر العدوى من هذا الفيروس قد يكون أعلى في الجهات التي يعيش فيها السكان في المساكن « المكتظة »، حيث يكون فيها عدد الغرف غير كاف بالنظر لحجم الأسرة، معتبرة أن المسكن المكتظ هو الذي تقيم فيه أسرة تضم ثلاثة أشخاص أو أكثر في الغرفة الواحدة وأشارت المندوبية في ذات الدراسة الى أن عدد الأسر التي تعيش في هذه الوضعية يقدر بما يزيد عن مليون أسرة (1,05 مليون)، أي بنسبة 12,5%. موضحة أن أغلبها يتمركز في الجهة الشرقية بنسة (14,1 %)، والدارالبيضاء – سطات بنسبة (14%)، فيما تتمركز نسب قليلة من هذه الأسر في الجهات الجنوبية وجهة سوس – ماسة بنسب منخفضة لا تتعدى 8,4 % و7,6 % على التوالي. وأضافت نفس الدراسة بان توزيع المساكن المكتضة بالأفراد حسب الجهات يخفي تباينا على المستوى الإقليمي، حيث تبقى الدارالبيضاء هي الأكثر احتواء لهطا الصنف من المساكن بنسبة (14,5%)، تليها فاس (13%)، متبوعة بطنجة (12,5%)، ثم سلا (10%)، ومكناس (10%)، والرباط (9,3%)، ومراكش (9%). وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط بأن دور الصفيح تضم أعلى نسبة من المساكن المكتضة، مشيرة الى أن ما يقرب من ثلث أسر الاحياء الصفيحية تعيش في مساكن مكتظة، يليها السكن البدائي (19,3%) والمدن العتيقة (17,2%) والسكن الاقتصادي والاجتماعي (12,5%). وخلصت الدراسة التي أعدتها المندوبية السامية للتخطيط الى أن خطر انتشار فيروس كورونا يكون أكبر في المدن الكبرى باعتبار عاملي الكثافة واكتظاظ المساكن، موضحة كذلك أن مساكن المدن العتيقة والسكن الاقتصادي والاجتماعي بالإضافة إلى مدن الصفيح، قد تكون أرضية خصبة لانتشار فيروس كورونا.