باتت مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت أحد الحقول الرئيسة لأجهزة المخابرات الإسرائيلية لاصطياد بعض الشباب العربي والإسلامي وإيقاعهم في براثن العمالة لإسرائيل، الأمر الذي دفع بالأجهزة الأمنية الفلسطينية سواء في قطاع غزة تحت سيطرة حماس أو بالضفة الغربية لتنبيه الشباب بضرورة الحذر واستخدام تكنولوجيا الانترنت بالشكل المفيد، ومعرفة الطرف الذي تتحدث معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأكد اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية ل'القدس العربي، أمس الأربعاء، أن جهاز الاستخبارات "الموساد" الإسرائيلي لم يترك أية وسيلة إلا واستخدمها لتجنيد العملاء لصالحه، مشيرا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت في دائرة الاستهداف ويحاول الموساد الإسرائيلي استخدامها لتجنيد العملاء، إلا أنه طالب الشباب العربي والفلسطيني بالحذر والوعي بشأن مع من يتحدثون عبر تلك المواقع ومع من يتواصلون. وتابع الضميري قائلا "أجهزة المخابرات في العالم مثل الموساد وغير الموساد تحاول استغلال هذه التكنولوجيا، لتجنيد عملاء من الفلسطينيين والعرب للعمل لصالحها"، مضيفا "على شبابنا وبناتنا في فلسطين والعالم العربي أن يكونوا واعين مع من يتصلون، وماذا يريد منهم المتصل". وفيما تواصل حركة حماس في قطاع غزة تحذير الشباب من خطورة إمكانية اصطيادهم من قبل ضباط تابعين للمخابرات الإسرائيلية جالسين خلف شاشات الكمبيوترات، قال الضميري ل"القدس العربي"، "مواقع التواصل الاجتماعي هي أشبه بآلة حادة ممكن أن تؤذي بها إنسانا وممكن أن تقشر بها تفاحة وتستعملها بالخير، لكن هناك محاولات لمنع الناس أيضا وتخويف الناس من مواقع التواصل الاجتماعي وهذا لا يجوز، هذه تكنولوجيا ليتواصل الناس مع بعضهم البعض، ويجب أن لا تخيفنا، ولكن بالمقابل علينا أن نوعي الأجيال بشأن الطريق المفيدة في استخدام تلك التكنولوجيا". وشدد الضميري على ضرورة عدم تخويف الناس من استخدام تلك التكنولوجيا للتواصل فيما بينهم خاصة وان مواقع التواصل الاجتماعي استخدمت في الثورات العربية وخدمة الثوار على حد قوله، مضيفا "إذا حاول الاحتلال أن يحولها لأداة رعب ضد الشعب الفلسطيني فمطلوب من كل الجهات الفلسطينية أن تقوم بحملة توعية للشباب لا أن نتعامل وكأن مواقع التواصل الاجتماعي محرمة". وأضاف الضميري قائلا "الموساد الإسرائيلي لم يترك أي وسيلة إلا واستعملها لتخريب المجتمع الفلسطيني واصطياد العملاء"، مطالبا بالحذر والوعي في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي سواء من الشباب الفلسطيني آو الشباب في العالم العربي. وجاءت تحذيرات الضميري ومطالبته بضرورة الحذر والوعي بشأن كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في ظل مخاوف من حملة يقوم بها الموساد الإسرائيلي لتجنيد عملاء له في معظم دول العالم العربي، وخاصة في مصر، وتونس، والمغرب، والعراق، والسودان، واليمن، ولبنان، وإيران، وليبيا، وفلسطين، وسورية. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن إطلاق إسرائيل حملة لتجنيد عملاء لها في كل من مصر، وتونس، والمغرب، والعراق، والسودان، واليمن، ولبنان، وإيران، وليبيا، وفلسطين، وسورية، وذلك عبر الإنترنت. واستندت المصادر الإسرائيلية في حديثها على ما كشفه الجنرال في الاحتياط الإسرائيلي عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، الذي تحدث عن اختراق الجهاز الذي كان يترأسه لعدد من الدول العربية من أبرزها مصر، وتونس، المغرب، والعراق، والسودان، واليمن، ولبنان وإيران، وليبيا، وفلسطين، وسورية. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنّ جهاز الموساد للاستخبارات والعمليات الخاصة، أطلق أكبر حملة في تاريخه لطلب عملاء وعاملين في كل المجالات بداية من النجارين والحرفيين وحتى الخبراء في مجال الكيمياء. ولفت المراسل للشؤون السياسيّة في الصحيفة إلى أن الحملة المذكورة جاءت تحت شعار (مع أعداء كهؤلاء- نطلب الأصدقاء)، ويمكن للجميع الدخول إليها على موقع الموساد الإلكتروني والتسجيل فيها للعمل مع المخابرات الإسرائيلية، وانتشرت الحملة بصورة كبيرة بسرعة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي والفيسبوك، على حدّ قول الصحيفة التي اعتمدت على مصادر عليمة في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، خصوصا وأن الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك) يعملان تحت إمرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مباشرة. ومن الوظائف المطلوبة بشكل عاجل وسريع وفق الصحيفة أشخاص يجيدون تحدث اللغات وبصفة خاصة الفارسية والعربية، ومدرسو لغات أجنبية وخبراء في التكنولوجيا وتصميم فني (غرافيك)، إضافة إلى خبراء في العلوم والكيمياء، كما أنّ الجهاز أعلن عن حاجته لعاملين بالحرف اليدوية مثل النجارين وعمال الصيانة. وكان هناك المهن المعتادة مثل الأطباء وخبراء علم النفس، وكذلك جنود وضباط سابقين بالجيش، ومن المهن الغريبة التي طلبها الإعلان المحامون. وأكّدت الصحيفة، نقلا عن المصادر عينها، على أن جهاز الموساد يقدم توصيف الوظائف بطرق مغرية جدا، وجاء في بعض إعلاناته: مطلوب رجال/نساء إبداعيين/ات، ومحبين/ات للتحديات، لوظيفة مشوقة، غير عادية وديناميكية، الوظيفة تقوم على أساس السكن في البلاد- اسرائيل- وتتضمن سفريات قصيرة وكثيرة إلى الخارج، نمط حياة غير عادي، فترة التأهيل تستغرق نحو سنة. وتأتي الحملة، وفق ما ذكرت الصحيفة في إطار حملات يجريها جهاز الموساد بطريقة سرية خلال السنوات الأخيرة.