تحولت مدينة الدارالبيضاء إلى أرخبيل من الجزر لا رابط بين أحيائها سوى الماء،ولم يكن البيضاويون يعتقدون أن 33 ملم من التساقطات كافية لإغراق مدينة تطمح لان تصبح ذكية وبوابة للمال والاعمال. في أحياء بوشنتوف ، البلدية، بوجدور ، الإدريسية بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان،استعان المواطنون بأسطل بلاستيكية وب«الكراطات» في محاولة جماعية منهم لايقاف سيول مياه الامطار التي اقتحمت المنازل بشكل مفاجئ. ويدرب ديوان في عين الشق،مازال السكان يحصون خسائرهم بعدما غمرت المياه ممتلكاتهم بينما تدخل رجال الوقاية المدنية لفك عزلة تسببت فيها السيول عن تجمعات سكنية عشوائية مثل دوار الطيبي وكاريان سيدي مسعود . وبعمالة الحي الحسني توقفت صباح اليوم الخميس حركة السير بالكامل بشارع أم الربيع ، كما غمرت مياه الامطار درب النجمة ، واجتاحت السيول المستشفى الميداني المؤقت المخصص لعلاج مرضى كورونا ، لتتلف معدات طبية وأسرة طبية أصبحت خالية من المرضى. كما توقفت ،صباح اليوم الخميس ، حركة سير القطارات بين محطة عين السبع والدارالبيضاء المسافرين بعد أن غمرت السيول مجرى السكة الحديدية. وفي الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات قوية على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بفتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذه الخسائر الكارثية ،خرج عبد العزيز العماري ،عمدة مدينة الدارالبيضاء ليلقي باللوم على شركة«ليديك» الفرنسية المفوض لها تدبير قطاعات التطهير السائل والماء والكهرباء والانارة العمومية . وأوضح العمدة في خروج إعلامي عبر موقع حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه ، أن شركة ليديك مُلزمة في إطار العقد الذي يربطها بمجموع الجماعات الترابية، باتخاذ جميع الترتيبات والتدابير، من أجل تصريف المياه الشتوية للشبكة بعد صيانتها، لاسيما أنها تتلقى باستمرار معلومات إخبارية من طرف مصالح الأرصاد الجوية بشأن التساقطات المطرية المرتقبة، مشددا على أنه من واجب الشركة القيام بأشغال الصيانة المطلوبة للشبكة، واتخاذ الاحتياطات الضرورية، عقب النشرات الإنذارية التي تُصدرها المديرية الوطنية للأرصاد الجوية. وفي الوقت الذي اختار فيه عمدة الدارالبيضاء الصعود إلى الحبل و إخلاء مسؤلية المجلس الجماعي ومجالس المقاطعات التي يرأس أغلبها منتخبون من حزب المصباح ، ارتفعت أصوات البيضاويين على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة العمدة واعضاء المكتب المسير لمجلس المدينة بتقديم استقالة جماعية والكشف عن الشركات المستفيدة من صفقات المناولة لاصلاح الطرقات والازقة ،خصوصا وأن هذه الشركات تترك وراءها أكواما من نفايات مواد البناء الصلبة التي تسربت مع السيول لقنوات تصريف مياه الامطار وأغلقتها بالكامل في العديد من المناطق . إلى ذلك يتوقع أن ينعقد غدا الجمعة اجتماع طارئ للجنة المرافق العمومية و الممتلكات والخدمات لمجلس المدينة بحضور شركة " ليديك" المسؤولة عن ملف التطهير السائل و قنوات تصريف مياه الأمطار، لدراسة الوضعية والوقوف على مدى وفاء الشركة المفوض لها بالالتزامات المضمنة في عقد التدبير المفوض .