زاد وزير الرياضة الإيطالي من مخاوف لاتسيو بإمكان تكرار سيناريو عام 1915 حين شكك أول أمش الأربعاء بإمكانية استئناف الدوري المحلي لكرة القدم، وذلك في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد. واعتبر فينتشنزو سبادافورا أول أمس الأربعاء أن الطريق بدأ "يضيق أكثر فأكثر" بشأن استئناف مباريات الدوري، ناصحا المعنيين باللعبة بتحويل تركيزهم نحو التحضير للموسم المقبل. وفي مقابلة مع قناة "7"، قال سبادافورا "أرى مسارا يضيق أكثر فأكثر بشأن استئناف الدوري. لو كنت مكان رؤساء الأندية سأفكر تحديدا بتنظيم الأمور لعودة آمنة الموسم المقبل الذي من المقرر أن يبدأ في نهاية غشت". وأضاف "القرارات التي تقوم دول أخرى باتخاذها كفرنسا مثلا، قد تدفع إيطاليا إلى سلوك هذا النهج أيضا ليصبح بعد ذلك نهجا أوروبيا". ومن المؤكد أن أي سيناريو مماثل لن يحظى بمساندة لاتسيو ورئيسه كلاوديو لوتيتو الذي أعرب مرارا وتكرارا عن رغبته باستئناف الموسم، لاسيما أن فريقه يملك فرصة الفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ موسم 1999-2000، بما أنه كان يحتل المركز الثاني بفارق نقطة فقط عن يوفنتوس حامل اللقب بعد 26 مرحلة من أصل 38، قبل أن يُتخذ قرار تعليق الموسم في التاسع من مارس نتيجة تفشي "كوفيد-19". وفي ظل حالة عدم اليقين، بات سيناريو عام 1915 يقض مضجع لاتسيو، إذ حرم فريق العاصمة حينها من محاولة الفوز باللقب بعد أن توقف الدوري نتيجة دخول البلاد في الحرب العالمية الأولى في ماي من ذلك العام. اللقب في حينها إلى جنوى، في خطوة اعتبرها لاتسيو ظالمة لأنه كان يجب أن يتشارك الفريقان التتويج بما أن الموسم لم يصل إلى نهايته. واضطر لاتسيو حتى عام 1974 لكي يدخل نادي الأبطال، ثم حتى عام 2000 لإضافة لقب ثان. وفي ظل المستوى الذي كان يقدمه قبل قرار تعليق الموسم، يبدو لاتسيو قادرا على إضافة لقب ثالث في حال توصل مسؤولو اللعبة والحكومة إلى صيغة لاستئناف الموسم. وُيِصر لوتيتو على أن استئناف الموسم من مصلحة كرة القدم لتجنب "الضرر الذي لا يمكن إصلاحه" وخطر إفلاس الأندية في جميع الدوريات، موضحا عشية الاجتماع الطارئ الجمعة للجنة التنفيذية في رابطة الدوري من أجل مناقشة مصير البطولة، "إذا توقفنا، فهذا يناسبني. أنا (الفريق) في دوري أبطال أوروبا وسأوفر رواتب أربعة أشهر". ولم يذق فريق المدرب سيموني إينزاغي طعم الهزيمة منذ شتنبر الماضي، وهو أكد أنه قادر حقا على إزاحة يوفنتوس عن العرش بالفوز على بطل المواسم الثمانية الماضية مرتين هذا الموسم بنتيجة واحدة 3-1 في الدوري والكأس السوبر. - "أصبحت الآن عالم فيروسات!" -ولم يمر إصرار لوتيتو على استئناف الموسم رغم وضع البلاد التي تعد من الأكثر تضررا بفيروس "كوفيد-19" بعد أن وصل عدد الوفيات إلى أكثر من 27 ألف شخص، مرور الكرام لاسيما عند رئيس يوفنتوس أندريا أنييلي. ففي 24 مارس الماضي نقلت صحيفة "توتوسبورت" حديثا بين لوتيتو وأنييلي لم ينكره الطرفان. وقال لوتيتو "هل رأيت الأرقام (الاصابات والوفيات)؟ آه، هي تنخفض! لكني أتحدث مع أطباء مطلعين ومتواجدين في الخط الأمامي، وليس أطباء الفريق". ورد أنييلي المصنف آنذاك بين المشككين بعودة الدوري "آه، نعم، بالتأكيد. أنت أصبحت الآن عالم فيروسات!". ويشدد لوتيتو الذي يملك شركتي تنظيفات تعملان في مستشفيات العاصمة حيث يُعالج مرضى "كوفيد-19"، على "الأهمية الإجتماعية الهائلة لكرة القدم"، مضيفا أن "تاريخ الرومان صُنِع من الخبز والألعاب (الرياضات القديمة)". وعندما لا يمارس الضغط من أجل العودة الى أرض الملعب، ينوب عن لوتيتو في هذه المهمة معاوناه، وهما المتحدث باسم النادي أرتورو دياكونالي والمدير الرياضي الألباني إيغلي تاري الذي قال "يجب أن نحترم الموتى والمشجعين، لكن حتى لو كنا نعيش في فيلم رعب، يجب أن تُستأنف البطولة. إلغاء الموسم سيكون غير عادل". أما دياكونالي، فهاجم "نفاق أولئك الذين يريدون منع العودة"، مستذكرا في الوقت ذاته "الخوف القديم"، صدمة لقب عام 1915. وفي حال لم ينل لوتيتو مراده باستئناف الموسم، فلديه حل لمعضلة تحديد البطل، وذلك من خلال خوض مواجهة فاصلة مع يوفنتوس.