رغم أن مهمة حارس المرمى هي صد الأهداف وإبعادها عن شباكه لتفادي الهزائم، إلا أن بعض ممن فضلوا هذا المركز يفضلون إظهار مهاراتهم الكروية إما بتسديد ضربات الجزاء أو الأخطاء، أو في بعد المرات تسجيل أهداف حاسمة في الدقائق الأخيرة من خلال الصعود إلى مربع العمليات في آخر كرة قد تحسم لقبا أو صعودا إلى إحدى الدوريات الممتازة. وعلى مر التاريخ، تميز أصحاب القفازات في عديد من الفرق ورغبوا في منافسة المهاجمين في بعض الأحيان على بعض الجوائز الشخصية كأحسن هدف مسجل في الدوريات التي يمارسون بها، حتى إن البعض شكل قوة ضاربة لناديه بعدد الأهداف التي سجلها، بحكم لعبه في وقت سابق في مركز الهجوم. لمياغري من مركز الهجوم إلى أكثر اللاعبين شعبية في إفريقيا لا يختلف اثنان على أن السنوات الأخيرة شهدت تألقا واضحا لنادر لمياغري، حارس مرمى الوداد الرياضي والمنتخب الوطني سابقا، والذي ظل يتربع على عرش حراسة مرمى المنتخب لسنوات دون إيجاد بديل له، لكن ما يجهله البعض هو أن اللاعب سبق وأن لعب كماهجم في فريق الراسينغ البيضاوي، قبل أن يغير مهمته في الميدان إلى حامي عرين مرمى نادي الوداد، ووصفه البعض بالحارس الذي يلعب بقدميه بشكل جيد من خلال تمريراته الجيدة لزملائه بالفريق. واختار الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء نادر لمياغري، كأكثر اللاعبين شعبية في إفريقيا خلال استفتاء أجراه لتحديد أكثر اللاعبين شعبية بمختلف القارات وكذا بالعالم سنة 2011، متفوقا على اللاعب السوداني فيصل رجب، ومهاجم الترجي التونسي أسامة الدراجي بفارق كبير من الأصوات. شيخ الحراس الحضري يسجل هدفا من مرماه على كايزر شيفس الجنوب إفريقي كونه أفضل حراس المرمى في إفريقيا وأكبرهم على مستوى العالم، اعتاد المصري عصام الحضري على تحطيم الأرقام القياسية ودخول التاريخ من أوسع أبوابه حينما سجل هدفا في مرمى فريق كايزر تشيفس الجنوب إفريقي في بطولة كأس السوبر الإفريقي عام 2001، عبر تسديدة صاروخية من المنطقة القريبة لمنطقة جزاءه، مانحا بذلك ناديه فوزا أهله للمشاركة مع الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية عام 2006، وحصد معهم الميدالية البرونزية باليابان. سيني وشيلافير إيفانكوف ملوك الضربات الثابثة عندما تذكر أهداف الحراس، لا بد أن تستحضر ثلاثة أسماء صنفوا "كملوك للضربات الثابثة" في العالم، ونخص بالذكر، الحارس الباراغوياني خوسي لويس شيلافيرت، والبرازيلي روجيريو سيني والبلغاري ديميتار إيفانكوف، واللذين استطاعوا منافسة المهاجمين على أجمل الأهداف المسجلة طيلة مسيرتهم الرياضية. أجاد شيلافيرت تسجيل الأهداف من ضربات الجزاء والضربات الحرة، حيث أحرز 62 هدفا، وتسجيله لثلاثة أهداف في مباراة واحدة سنة 2000 مع ناديه "سارسفيلد" هو الرقم الذي جعله من أقوى حراس مرمى الهدافين في العالم، وهو نفس النهج الذي سار عليه البرازيلي سيني مع ناديه ساوباولو، صاحب 131 هدفا لصالح فريقه، وتوج معه بجميع الألقاب الممكنة في كل المسابقات بأمريكا الجنوبية. حارس آخر عرف بأهدافه الرائعة وهو البلغاري ديميتار إيفانكوف، صاحب 41 هدفا طيلة مسيرته الرياضية، كما كان له الفضل في تحقيق بطولة كأس تركيا مع فريقه "قيصري سبور" عام 2008، حيث سجل في المباراة النهائية هدفين من ضربتي جزاء. حراس مرمى امتازوا بمهارات عالية وشكلوا خطرا على المدافعين امتاز الحارسان الكولومبي ريني هيغيتا، والمكسيكي خورخي كامبوس مهارات عالية، وأظهرا ذلك من خلال المرواغات التي كانا يعبران بها بعض المدافعين دون خوف عن مرماهم من أهداف مباغثة، إذ كان هيغيتا يحمل وصف "العقرب" لاعبا جيدا ومراوغا ممتازا يقارن بأحسن اللاعبين آنذاك، مفضلا الإستمتاع باللعب ببلوغه النصف الثاني من الملعب وهو يتجاوز اللاعبين، على البقاء في مكانه طيلة 90 دقيقة. كامبوس بدوره لم يرد أن يبقى حارس مرمى تقتصر مهمته على التصدي لكرات الخصم، وفضل الصعود لمساندة زملائه بالفريق، وساعده في ذلك كونه سبق وأن لعب كرأس حربة قبل أن ينتقل إلى مهمة حماية شباكه، ورغم ذلك فقد سجل 35 في كل المباريات التي لعبها.