اجتمع خوسيه مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، مع مارغيريتس شيناس، نائب رئيس المفوضية الأوروبية؛ وذلك تزامنا مع تصريحات الأخير حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وكشفت وسائل إعلام إسبانية أن "الاجتماع جاء كرد واضح على مذكرة الرباط الاحتجاجية ضد اعتبار مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين إسبانيتين، على الرغم من تطرق اللقاء لمواضيع الهجرة ورئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي". ونقلا عن المصادر عينها، فإن "ألباريس لم يكتفِ برده على احتجاج الرباط؛ بل عقد اجتماعا مع صاحب التصريحات المعادية لمغربية المدينتين، والذي لم يتراجع عنها إلى حدود الساعة، نظرا لمنصبه المهم". وتابعت المصادر سالفة الذكر أن "المفوضية الأوروبية نفسها وقفت بجانب شيناس، والاجتماع الأخير مع ألباريس إلى جانب رده على المغرب زاد من حجم الدعم المقدم له". حسب الصحف الإسبانية عينها، يبدو الاجتماع ك"مرحلة تصعيدية في أزمة سبتة ومليلية التي اندلعت في أحضان أجواء الانتخابات التي تعيشها الجارة الشمالية، والتي تعرف احتمال صعود اليمين إلى الحكم، المنتشي بالانتصار الساحق في الانتخابات البلدية". دعاية يمينية نبيل دريوش، المحلل السياسي المختص في الشأن الإسباني، قال إنه "يجب أن لا ننسى أن إسبانيا هي من يترأس الاتحاد الأوروبي منذ بداية الشهر؛ وبالتالي، فمن الطبيعي أن يكون عمل الدبلوماسية الإسبانية مختلفا في علاقة مع مسؤولي الاتحاد الاوروبي، خصوصا مع رهان الاشتراكيين على دورهم في الاتحاد الأوروبي من أجل كسب الأصوات في الانتخابات التشريعية". وتابع دريوش، في تصريح لهسبريس، أن "اهتمام إسبانيا الآن منصب على دورها في رئاسة الاتحاد الأوروبي في علاقة بالانتخابات التشريعية، واللقاء مع شيناس يأتي في هذا السياق". وبيّن المحلل السياسي المختص في الشأن الإسباني أن "صحف اليمين ضمن سياق انتخابي تحاول استعمال هذه الأوراق لإحراج الحكومة الاشتراكية، وتحريض الناخب اليميني"؛ لذلك، حسبه، "يجب التعامل مع هذه الأخبار بكثير من الحذر". وخلص المتحدث ذاته إلى أن "موضوع سبتة ومليلة المحتلتين والعلاقة مع المغرب هي ورقة يوظفها اليمين ضد الاشتراكيين ضمن سياق انتخابي محموم". من جهته، أكد رشيد فارس، الكاتب العام للمواطنة والتعاون بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أن "مشكل سبتة ومليلة المحتلتين يأتي في إطار استغلال واضح من قبل حزب "فوكس" والحزب الشعبي، اليمينين؛ وذلك من أجل الضرب في العلاقات المغربية الإسبانية". وأضاف فارس، في حديث لهسبريس، أن "هذه الأخبار تأتي في سياق سياسة اليمين وأذرعه الإعلامية من أجل إضعاف الحكومة وجهودها في بناء علاقات متميزة مع الجار الجنوبي المغرب". وشدد المتحدث عينه على أن "إطلاق مثل هاته الدعايات اليمينة هدفه جلب أصوات القوميين الإسبان، وخلق توترات بين الرباط ومدريد"، مضيفا في الوقت عينه أن "العلاقات بين البلدين تجددت مع مخرجات القمة الثنائية الأخيرة بالمغرب، وهي اللبنة التي يجب أن ينطلق منها تفسير كل المعطيات المقبلة". "على الرباط دائما عدم الانجذاب إلى دعايات اليمين الإسباني"، خلص الكاتب العام للمواطنة والتعاون بالحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، مبينا بذلك أن "الإسبان يعون جيدا دعايات اليمين، والناخب هناك يعلم أن البلدين وضعا طريقا مشتركا عنوانه التعاون والتنسيق والاحترام المتبادل".