قُصّ الإثنين شريطُ التنافس على الدورة الرابعة والعشرين من جائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية (التبوريدة) المقامة في دار السلامبالرباط إلى غاية الفاتح من يونيو المقبل، والمنظّمة برعاية ملكية وتحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للفروسية. وتتنافس 18 سربة من فئة الكبار (أكثر من 17 سنة) على هذه الجائزة، إلى جانب 7 سربات من فئة الشبان (من 12 إلى 16 سنة)، على أن تُجرى هذه الدورة على مرحلتين؛ المرحلة التأهيلية التي تُقام ما بين 26 و29 من ماي الجاري، في حين ستقام المرحلة النهائية يومي السبت والأحد المقبليْن، وذلك لتحديد "بطل المغرب في التبوريدة". وحجّ الآلاف لمتابعة أطوار المسابقة حول الجائزة، التي تميّزت بتنافس محتدم قادته السّربات المشاركة، وسط رهانٍ على كسب أكبر عدد من النقاط، وفي ظل وجود هيئة تحكيم تحرص على أدق التفاصيل، من بينها تناسق "القرْصات"، وتمثيل الخصوصية الجهوية في اللباس وكذا طريقة اللّعب. شروط المشاركة تشارك السّربات في هذه البطولة بعدما فازت في المباريات الجهوية والوطنية المنظمة بتعاون بين الجامعة الملكية المغربية للفروسية والشركة الملكية لتشجيع الفرس؛ منها السّربات الثماني المؤهَّلة خلال كل من المباراة الجهوية لمنطقة الشمال ونظيرها لمنطقة الوسط، وأولُ سربتين تأهلتا خلال المباراة الجهوية لمنطقة الجنوب. أما بالنسبة للصغار فيتعلق الأمر بالسّربات التي احتلت المراتب الأولى والثانية والثالثة في كل منطقة. وبخصوص الإجراءات البروتوكولية المعتمدة فمن المفروض أن يكون كل حصان مشارك من سلالة عربية "بربرية"، وأن يكون مرفقا بوثائق قانونية، مع تلقيحه بشكل سليم ضد "أنفلونزا الخيول"، وذلك وفقا للبروتوكول الصحي المعتمد في هذا الجانب. "مَحْرَك" دار السلام شهد "مَحْرَك" دار السلام منافسةً قوية بين السّربات الخمس والعشرين المشاركة في فعاليات اليوم الأول من البطولة الخاصة بجائزة الحسن الثاني للتبوريدة؛ فما إن أدّت هذه الفرق "الهدّة" الافتتاحية أمام الجمهور حتى دخلت في أجواء المنافسة محاولةً أداء أفضل "القرصات"، مع الحفاظ على التناسق بين أعضائها. واستمر الجمهور طيلة اليوم الأول من هذه التظاهرة في التفاعل مع عروض السربات التي ظلت متقاربة في الأداء، ولاسيما مع مشاركة بعض الفرق التي خبرت ميادين التبوريدة بالمغرب، بما فيها سربة إبراهيم الناصحي عن جهة كلميم واد نون، وسربة شرف البحراوي بجهة مراكشآسفي. ومن خلال مشاركتها في هذا الحدث السنوي تسعى سربة حسناوي دحمان، عن جهة الشرق، إلى المنافسة على بطولة المغرب، وهو الهاجس نفسه الذي يتملّك سربة كل من ناجي رشيد والطروفي العلامي عن جهة الدارالبيضاءسطات، فضلا عن سربة بن خدة عبد الغني عن جهة بني ملالخنيفرة، وسربة هدانة سعيد، عن جهة الرباطسلاالقنيطرة، وباقي السربات الأخرى. تقاليدٌ وأعراف لم يخلُ اليوم الأول من التباري على جائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، في دورتها الرابعة والعشرين، من استعراض السّربات المشاركة الاختلافات الموجودة بين جهات المملكة في ممارسة هذه اللّعبة التي تحظى بشعبية كبيرة ببعض المناطق، وأدرجتها اليونيسكو سنة 2021 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. وحافظت السربات الممثلة لجهات الوسط على نمط لعبها المألوف، مُصوّبة بنادقها تجاه السماء، في حين أن أهل الصحراء أبوا إلا أن يتمسكوا بفكرة أن الممارسة الجيدة للتبوريدة تقتضي أن تُصوّبَ فوهة "لْمحكلا" نحو الأرض، سيرًا على نهج الأجداد وسعيا إلى اقتناص النقاط المؤهلة إلى الدور النهائي، مادام أن التنقيط يهتم بهكذا تفاصيل. تنافس محتدم قال حسن مرادي، "مقدم" سربة من جهة كلميم واد نون: "مشاركتنا في هذه البطولة أتت بعد أن تأهلنا خلال الإقصائيات التي خُضْناها سابقا، وفرقتنا معروفة جيدا على مستوى المغرب وتحديدا بجهة كلميم واد نون". وأورد مرادي لهسبريس: "نمثل طريقة اللعب الصحراوي بامتياز، ونقلد ما كان يفعله أجدادنا بخصوص ركوب الخيل، الذين كانوا يجاهدون ضد الاستعمار باستعمال الخيل فقط؛ فطريقةُ طلْقة البارود الخاصة بنا ممتازة ومغايرة للفرق الأخرى". كما أكد المتحدث متمنياته بالسلامة للجميع، في وقت يأمل أنْ تكون تمثيلية السّربة التي يقودها "ممتازة وتتمكن من المنافسة بقوة"، موضحا أن "المشاركة في مثل هذه البطولة لا يمكن أن تكون بالصدفة بتاتا، بل إن العمل هو الذي يمنح هذه الفرصة". وقال مبارك ميراري، متبارٍ من جهة كلميم واد نون، لهسبريس: "نشارك كل سنة في التنافس على هذه الجائزة، ولا يمكننا أن نتخلف عنها أبدا، في حين نُوصي أبناءنا بالمواصلة في المسار نفسه". في سياق متصل قال محمد النصيري، عضو سربة هدانة سعيد، عن عمالة الصخيراتتمارة، إن "ما يميز هذه البطولة كونها تضم السّربات من كل بقاع المملكة"، مردفا: "التنافسُ محموم على الجائزة، وسبق لنا أن شاركنا فيها ثلاث مرات منذ 2013′′، في وقت أكد أن المعطى المهم، الواجب استحضاره، هو سلامة الفرسان والخيول. نحو النهائي ومن المرتقب أن تتأهل أول 10 سربات في فئة الكبار إلى المراحل الإقصائية من هذه البطولة التي ستقام يومي السبت والأحد، بينما من المنتظر أن تتأهل 5 سربات في فئة الصغار إلى المراحل نفسها.