دمشق وتل أبيب تواصلان المحادثات

كشفت مصادر دبلوماسية عن اتفاق سوري إسرائيلي على عقد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة، وذلك بعد فشل الطرفين في التوصل إلى اتفاق نهائي خلال اللقاء الذي جمعهما، الخميس الماضي، في العاصمة الفرنسية باريس، بوساطة أمريكية، لبحث سبل إنهاء التوتر جنوب سوريا.
ووصفت قناة "الإخبارية السورية" الرسمية، اليوم السبت، الحوار بأنه "صريح ومسؤول"، في أول تأكيد رسمي من الجانب السوري بشأن المشاركة في هذه المحادثات، التي جاءت على خلفية تصعيد ميداني شهدته محافظة السويداء.
وقال المبعوث الأمريكي توم براك، في تصريحات صحافية، إن اللقاء ركّز على سبل التهدئة، في ظل المواجهات التي اندلعت مؤخرًا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية سنية، إلى جانب تدخل قوات حكومية، ما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص، وفق تقارير محلية ودولية.
وشاركت في الاجتماع، بحسب المصدر، شخصيات من وزارة الخارجية السورية ومسؤولون أمنيون، في حين تمثل الجانب الإسرائيلي بوفد عسكري أمني، وسط تكتم رسمي من تل أبيب بشأن تفاصيل اللقاء.
وكانت إسرائيل قد نفذت، خلال الأسبوع الماضي، عدة غارات جوية على مواقع في جنوب سوريا، قالت إنها تهدف إلى "منع مجازر جماعية بحق السكان الدروز"، محمّلة السلطات السورية مسؤولية التصعيد.
من جهته، حمّل الوفد السوري الجانب الإسرائيلي مسؤولية ما وصفه ب"السياسات العدوانية"، مؤكدًا رفض دمشق "فرض وقائع جديدة على الأرض"، في إشارة إلى التحركات العسكرية الإسرائيلية، وأي ترتيبات أمنية محتملة خارج الإطار السيادي للدولة السورية.
وتواجه الحكومة السورية المؤقتة، برئاسة أحمد الشرع، تحديات كبيرة في فرض الاستقرار جنوب البلاد، رغم التقدم النسبي في العلاقات مع الولايات المتحدة، وتطور الاتصالات الأمنية مع الجانب الإسرائيلي. ويرى مراقبون أن استمرار التصعيد العسكري يهدد بنسف الجهود الرامية إلى إعادة بناء قنوات اتصال بين دمشق وتل أبيب، وسط أجواء إقليمية شديدة الحساسية.