مع تشديد قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، بواسطة القصف العشوائي ضد الأهداف المدنية واصطياد الجوعى الباحثين عن فتات المساعدات، جدد مغاربة عالقون بالقطاع مطالبة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بترحيلهم، عبر التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي؛ "هذه الآلية التي باتت تعتمدها الكثير من الدول، بشكل يومي، لإجلاء رعاياها، في ظل إغلاق معبر رفح". وناشد المغاربة المحاصرون بغزة، الذين يتقاسمون ظروف "العيش" المزرية ذاتها مع الغزيين، الملك محمدا السادس "بإعطاء تعليماته السامية إلى الحكومة من أجل التعجيل بتفعيل آلية الترحيل عبر الصليب الأحمر الدولي"، مع "شمول المرافقين بعمليات الترحيل، إذ أثبت استثناء الفلسطينيين المتزوجين من مغربيات من الترحيل رفقتهن تسبب في مشاكل نفسية ومادية لأسرهم". محمد بنخضراء مصدق، مغربي مقيم حاليا بمخيم البريج جنوبغزة والرئيس المؤقت لرابطة المغاربة في القطاع، قال إن "السلطات المغربية المختصة قامت، لمّا كان معبر رفح مفتوحا، بترحيل عدد لا بأس به في المغرب؛ لكنها لم ترحّل أي مواطن مغربي بعد إغلاق المعبر، إثر احتلال جيش الاحتلال الإسرائيلي الجانب الفلسطيني منه". ولفت بنخضراء مصدق، في تصريح لهسبريس، إلى أنه "الكثير من الدول لجأت، بعد إغلاق المعبر، إلى ترحيل الحاملين لجنسياتها ومرافقيهم بواسطة آلية جديدة، تتمثل في التنسيق مع الصليب الأحمر الدولي الذي يتولى ترحيل المواطنين عبر دولة الاحتلال إلى العاصمة الأردنية عمان. ومن هناك يُسفّر كل مرحّل إلى بلده". وشدد المغربي نفسه على أن "هذه الآلية يجري استخدامها بشكل يومي من قبل دول عديدة؛ لكن للأسف الشديد لم تُرحّل السفارة المغربية أي عالق مغربي بقطاع غزة، بواسطة هذه الآلية"، وفق المتحدث عينه الذي ناشد "وزارة الخارجية بأن تعطي تعليماتها لترحيل من بقي من المغاربة عالقا بالقطاع عبر هذه الآلية، حيث إن الدبلوماسيين المغاربة برام الله يقولون إنهم لم يتلقوا أية تعليمات في هذا الصدد، حتى اليوم". ويعيش المغربي وزوجته الفلسطينية وبناته الثلاث، في خيمتهم بالبريج، "المعاناة الحادة ذاتها التي يعيشها بضع مئات من المغاربة العالقين بالقطاع وعائلاتهم وعموما كافة الغزيين؛ تقتيل ممنهج وقصف عشوائي، وتجويع متعمد وتصيد للجوعى الراغبين في المساعدات". وناشد الرئيس المؤقت لرابطة المغاربة بغزة "وزارة الخارجية بالتراجع عن منعها الأزواج الفلسطينيين من المغادرة رفقة زوجاتهم وأبنائهم المغاربة"، مشددا على أن "استثناء أرباب الأسر من الترحيل خلق أزمة نفسية كبيرة، وهؤلاء الأزواج يطالبون بلم شملهم بعائلاتهم". حسام زعلان، أستاذ جامعي نازح حاليا بغرب مدينة غزة وأحد هؤلاء الأزواج الفلسطينيين الذين منعوا من المغادرة رفقة زوجاتهم وأبنائهم المغاربة، أفاد هسبريس بأن زوجته المغربية تمّ ترحليها رفقة أطفالها الأربعة إلى المغرب في شهر يناير 2024؛ لكن لم يتم السماح له بمرافقتهم إلى المغرب؛ "حيث أوضح القنصل المغربي بمصر، من داخل معبر رفح، بأن التعليمات تقضي بالسماح لحاملي الجنسية المغربية فقط، أما مرافقيهم فلن يتم منحهم استثناءات". وذكر زعلان بأن "عدم الاجتماع بالأسرة منذ أكثر من سنة خلق مشاكل نفسية لي ولزوجتي وأولادي"، خصوصا أن له "ابنا في السادسة من العمر مصاب بمتلازمة داون، وهو متعلّق بي جدا من الصغار، وأنا من يتولى أمره بشكل أساسي"، بتعبيره. كما أن له ابنين سيتابعان دراستهما هذا الموسم بالمستويات الإشهادية، أحدهما بالسنة الثانية بكالوريا وثانيهما (ابنته) بالسنة الثالثة إعدادي؛ "ما يزيد من الحاجة إلى الوقوف إلى جانبهما، ومساعدتهما". وأوضح الأستاذ الجامعي، الذي تحدّث لهسبريس على هامش تقديمه محاضرة للطلاب عن بعد، أن "الفلسطينيين المتزوجين بمغربيات يناشدون جلالة الملك محمدا السادس بأن يتدخل في ملفهم ويعطي تعليمات بترحيلهم إلى المغرب للم شملهم بعائلاتهم، لا سيما عبر آلية الصليب الدولي"، مشددا على أن "الكثير منهم دكاترة وأساتذة ومهندسون وأطباء، ولن يكون عبئا". وأكد زعلان، الذي كان سلبه العدوان الإسرائيلي بطاقة إقامة بالمغرب تسري لعشر سنوات، أن "الكثير من الدول، كفرنسا وكندا، تقوم بشكل يومي بترحيل مواطنيها ومرافقيهم؛ من خلال التنسيق مع الصليب الأحمر الدولي".