مع تواصل ظروف النزوح الموغلة في المأساوية واللاإنسانية والمجاعة التي تطوق سكان قطاع غزة القابع منذ قرابة عامين تحت القصف والحصار الإسرائيليين، يناشد مغاربة ما زالوا عالقين في القطاع الملك محمدا السادس من أجل التدخل لإجلائهم، "لا سيما من خلال آلية التنسيق مع الصليب الأحمر للمغادرة عبر معبر كرم أبو سالم، بعد التنسيق مع سلطات الاحتلال". وأكد مغاربة، في مناشدات حديثة وجهوها عبر جريدة هسبريس الإلكترونية، أنهم وأسرهم يعيشون "أوضاعا قاسية في أماكن النزوح بعد تدمير العدوان الإسرائيلي لمنازلهم"، مشيرين إلى أن "سوء التغذية امتدّ إلى أطفالهم، على غرار باقي الأطفال الغزيين". تتكون عائلة وسام المغربي، العالقة في قطاع غزة، من 12 شخصا. وأكدت العائلة ذاتها، لهسبريس، أنها "تناشد جلالة الملك محمدا السادس حفظه الله لإجلائنا من قطاع غزة إلى أرض الوطن". وأوضح المغربي، في تواصله مع الجريدة، أن "العائلة في تواصل دائم مع السفارة المغربية في رام الله، من خلال السفير عبد الرحيم مزيان؛ غير أن الوضع أصبح خطرا جدا"، مؤكدا أنهم يخافون من "فقدان الحياة كما تمّ فقدان 4 من أفراد العائلة". ويعاني أطفال العائلة المغربية الفلسطينية، التي فقدت منزلها، على غرار السواد الأعظم من أطفال الغزيين، وساكنة القطاع المحاصر عموما، من سوء التغذية. وشدد المتحدّث ذاته على أن "كل هذه الظروف اللاإنسانية والمأساوية التي نعيشها تدفعنا إلى التوجه إلى جلالة الملك محمد السادس من أجل التدخل لإجلائنا بشكل عاجل من قطاع غزة إلى أرض الوطن". وتمكّن مصعب البرنية من مغادرة قطاع غزة، ضمن إحدى الدفعات التي أجلتها السلطات المغربية قبل إغلاق معبر رفح. وقال البرنية، في تصريح لهسبريس، إن "نصف أفراد عائلتنا، وهم جميعا يحملون الجنسية المغربية، ما زالوا عالقين ونازحين، في قطاع غزة"، مشيرا إلى والده وأختين له متزوجتين وأطفالهما. وأضاف المتحدث ذاته: "نحاول التواصل مع السفارتين المغربيتين برام الله والقاهرة ووزارة الخارجية المغربية، من أجل الإجلاء؛ لكن دون جدوى". وأكد أن "الكثير من الدول الأجنبية، كفرنسا والنرويج وكندا والولايات المتحدة، تعتمد، منذ إغلاق معبر رفح في ماي 2024، آلية إجلاء المواطنين عبر معبر كرم أبو سالم مع التنسيق مع الجهات الإسرائيلية". وناشد البرنية الملك محمدا السادس من أجل "إعطاء أوامره السامية للسلطات المغربية وإلى أي طرف يستطيع مساعدتنا، من أجل إجلاء باقي أفراد العائلة إلى الوطن". ودعا المتحدث نفسه إلى "توفير مساعدات للمغاربة الذين استطاعوا الخروج من غزة، وفرص عمل من أجل مساعدتهم على تأمين مصاريفهم اليومية"، مشيرا إلى أنه وزوجته "لم نتلقَ أية مساعدة كيفما كان نوعها من السلطات منذ مغادرتنا عبر معبر رفح، رغم إصابتنا وإنفاقنا مبالغ مهمة على العلاج على حسابنا الشخصي والمتبرعين".