مع بدء الجيش الإسرائيلي تنفيذ تهديداته بالسيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح تتصاعد مخاوف المغاربة الذين مازالوا عالقين في القطاع، مطالبين السلطات المغربية بالبحث عن سبل عاجلة لإجلائهم. وتتعمق مخاوف العالقين من حاملي الجنسية المغربية من أن "يشكل دخول إسرائيل عقبة نهائية أمام ترحيلهم نحو مصر، وهو الهدف الذي يطمح إليه هؤلاء منذ بدء الحرب في قطاع غزة". وأعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء عن سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، مع هجمات مكثفة على شرق المدينة، في وقت تؤكد وسائل إعلام مصرية دخول قوات إسرائيلية إلى الجانب الفلسطيني من المعبر. وإلى جانب احتمال عرقلة عملية الترحيل تزداد مخاوف المغاربة العالقين من أن يشكل دخول إسرائيل إلى المعبر تهديدا مباشرا وصريحا لحياتهم، وهو ما جعل عددا منهم ينزحون إلى وسط رفح مبتعدين عن المعبر. وفي أبريل المنصرم مرت الدفعة الخامسة من المغاربة العالقين في غزة بعد صدور أول كشف لأسماء ذوي الجنسية المغربية منذ فبراير المنصرم. عبادة المقوسي، أحد المغاربة العالقين منذ بداية الحرب، قال: "بعد دخول إسرائيل ووصولها إلى الجانب الفلسطيني من المعبر ستتأزم الأوضاع بشكل كبير". وأضاف المقوسي لهسبريس أن عائلته "تتخوف من تبخر حلم الترحيل نحو مصر بعد الدخول الإسرائيلي"، مؤكدا أنه "لا مكان آمن حاليا في رفح رغم النزوح قبل أسبوع نحو مركز المدينة". وطالب المتحدث عينه السلطات المغربية ب"البحث عن سبل لتسريع عملية الترحيل بعد الدخول الإسرائيلي، أو توفير مساعدات غذائية وخيام"، مشددا على انعدام كل الخدمات الإنسانية في رفح حاليا، "وحتى المياه الصالحة للشرب غير متوفرة". وتتخوف عائلة عبادة من "خطر القصف الإسرائيلي، وإمكانية إصابته المدنيين النازحين في رفح"، وهو حال جميع النازحين من مختلف الجنسيات في المدينة الفلسطينية. وأشار المصدر ذاته إلى أنه يصعب التواصل مع بقية المغاربة العالقين بالنظر إلى ضعف شبكة الاتصالات. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن "تل أبيب أصبحت تتحكم في عبور النازحين من الجهة الفلسطينية نحو مصر بعد عمليتها اليوم، التي أطلقت عليها اسم 'السيطرة العملياتية"". ويتزامن هذا الأمر مع تواتر أنباء المفاوضات التي ترعاها كل من مصر وقطر، حيث تقول حركة حماس الفلسطينية إنها توافق على شروط الوسطاء في المفاوضات لوقف الحرب. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية فإن مجلس الحرب الإسرائيلي، الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان "قرر في وقت سابق مواصلة العملية العسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة بدعوى زيادة الضغط العسكري على حماس وتحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية". وكان الملك محمد السادس أكد يوم السبت المنصرم، ضمن الخطاب الذي وجهه إلى القمة ال15 لمنظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت أشغالها بالعاصمة الغامبية بانجول، على أن "العدوان الغاشم على غزة، الذي جعل الشعب الفلسطيني الأبي يعيش أوضاعا بالغة الخطورة، يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية"، مسجلا أن "ما يزيد من تفاقم هذه الأوضاع ارتفاع وتيرة الاعتداءات الممنهجة من طرف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، بإيعاز من مسؤولين حكوميين إسرائيليين".