طلبت السلطات القطرية من إسرائيل تقديم اعتذار علني عن الهجوم الذي استهدف الدوحة قبل أيام، معتبرة ذلك شرطًا أساسيًا للعودة إلى دور الوساطة في مفاوضات غزة. ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي، السبت، عن مصدرين مطلعين أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أثار المسألة مباشرة خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في الدوحة، مشددًا على ضرورة الاعتذار العلني من جانب إسرائيل. وأوضح المصدر أن الدوحة أبدت استعدادًا للتحلي بالمرونة في ما يتعلق بلغة الاعتراف بالخطأ، إدراكًا منها للتعقيدات السياسية في إسرائيل. ومن المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الأسبوع المقبل في نيويورك، برئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لمناقشة سبل إنهاء الأزمة مع إسرائيل وإعادة إحياء المفاوضات بشأن قطاع غزة. ويأتي هذا الموقف فيما كثفت الدوحة تحركاتها القانونية والدبلوماسية على خلفية الهجوم الإسرائيلي، إذ التقى وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي، المكلف من مجلس الوزراء بمتابعة المسارات القانونية، الأربعاء في لاهاي رئيسة المحكمة الجنائية الدولية توموكو أكانيه. وقال الخليفي في منشور على منصة "إكس" إنه بحث مع المحكمة "المسارات القانونية للرد على العدوان الإسرائيلي على دولة قطر"، مؤكداً أن بلاده ستسلك "كل السبل القانونية والدبلوماسية لضمان محاسبة المسؤولين عن الهجوم". وكانت قطر قد ندّدت بالهجوم واصفة إياه ب"الاعتداء الإجرامي الجبان" الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، مؤكدة أنه يشكل "انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية". ويأتي التصعيد الإسرائيلي عقب تهديدات لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بتصفية قيادات حماس في الخارج، بعد سلسلة من الاغتيالات التي طالت شخصيات بارزة من الحركة العام الماضي في غزة ولبنان وإيران.