قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن انتخابه لولاية رابعة على رأس التنظيم السياسي لم يكن بطلب منه أو برغبة شخصية. وأوضح لشكر، الذي كان يتحدث اليوم السبت في ندوة صحفية على هامش فعاليات المؤتمر الوطني الثاني عشر بمدينة بوزنيقة، أن الحزب يعرف تجديدا حقيقيا، وزاد: "أنا أنفذ أمرا صدر عن القواعد الحزبية، ولم تكن لي رغبة في الترشح، ولم أقدم نفسي، بل إن الاتحاديين والاتحاديات من قدموا الطلب". وبخصوص موقع الحزب اليساري في الانتخابات التشريعية المقبلة، ومدى قدرته على التنافس على المرتبة الأولى، أورد المتحدث ذاته: "اليوم، وبعد المؤتمرات الإقليمية، سأكون أكثر شجاعة لأقول إننا سنتنافس على المرتبة الأولى في الاستحقاقات التشريعية المقبلة لأننا حزب قادم بعملنا اليومي (...) هذا أصبح ممكنا وستثبته الأيام". وشدد القيادي الأول ب"حزب الوردة"، في معرض كلامه، على أن الاتحاد الاشتراكي "يضع مشروعا سياسيا إصلاحيا"، مواصلا: "نتمنى أن نتواجه به مع الفرقاء السياسيين". وبخصوص الأصوات الغاضبة داخل التنظيم الحزبي؛ سجل لشكر أن "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يقفل أبواب المؤتمر في وجه الغاضبين ورحب بهم". واسترسل في الندوة نفسها: "نحن لا نخشى شيئا. الحزب لم يعد في وضعية هشاشة حتى يخاف من أي تصريح أو يزعزعه أحد، الحزب قوي بمؤسساته وتنظيماته، والكلام لم يعد يؤثر علينا أو يهزنا، بل كلام المناضلين ما يهمنا". واستغرب لشكر "الهجوم على حزبه في وقت يعقد مؤتمراته الإقليمية والقطاعية مقارنة مع أحزاب أخرى"، متسائلا وهو يخاطب الإعلام وعبره الرأي العام: "لماذا تقدمون الاتحاد بهذه الصورة البئيسة وهو حاضر بقوة في المجتمع وفي كل النضالات؟ لدينا قطاعات حزبية حاضرة. ابحثوا لدى الأحزاب الكبرى عن قطاعاتها". وتابع المتحدث في هذا السياق منتقدا "الأحزاب الكبرى"، خصوصا القائدة للائتلاف الحكومي: "نحن الحزب الرابع، له إعلام حزبي مكتوب وتواصلي، لماذا لا تسألون الحزب الأول والثاني أين هي ألسنتهما؟". وأكد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أن تنظيمه السياسي "لا يقدم بديلا عن الاحتجاجات بل يقدم مشروعا حزبيا"، وقال: "نحن نربأ بأنفسنا ألا نقر بالمجهودات التي عرفتها البلاد والإستراتيجيات التي قادها الملك، لكن في الوقت نفسه لابد أن نتحدث عن الاختلالات والفساد الذي نقاومه ونعلن عنه بكل جرأة". وعاد لشكر ليتحدث عن أجواء التحضير لهذا المؤتمر، موردا أن اللجنة التحضيرية قررت أن تصل إلى هذه المحطة بدون مشاكل وصراعات، إذ تم عقد المؤتمرات الإقليمية، ما خلف دينامية، سواء مجاليا أو قطاعيا. ولفت المتحدث الانتباه إلى أن "الدينامية التنظيمية هي التي يسرت الحضور للمؤتمر بشكل ديمقراطي كبير. وستلاحظون كيف اجتمع 1700 مؤتمر دون صراعات كما ألفتم ذلك في مؤتمراتنا السابقة"، مضيفا: "يكفي أن أقول إنه منذ التناوب أفرز حزبنا ستة أحزاب، أي ستة انشقاقات، قامت على أساس أنها مشاريع بديلة للمشروع، فأين انتهت هذه البدائل؟".