على بُعْد أشهر قليلة من تنظيم أوّل انتخابات جماعية بعد اعتماد دستور 2011، جدّد حزب الأصالة والمعاصرة المُعارض رفْضه لمشاريع القوانين التنظيمية المرتبطة بالانتخابات التي أعدّتها الحكومة، كما أبْدى رفضه لمشروع القانون التنظيمي المتعلق بالجهوية المتقدّمة، ومشروع القانون التنظيمي المتعلّق بالجماعات. وقال حكيم بنشماش، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس فريقه النيابي في مجلس المستشارين، "بعدما سبق لنا أن أبديْنا في وقت سابق رفضنا للتدبير الحكومي المرتجل للأسئلة المتعلقة بالاستحقاقات الانتخابية القادمة، تبيّن لنا اليوم أنّ المشاورات التي أعلنتْها الحكومة مع أحزاب المعارضة كانت مشاورات زائفة". واستطرد بنشماش أنّ الحكومة لم تسْتدعِ الأحزاب السياسية للتشاور حول الاستحقاقات الانتخابية القادمة سوى مرّتين، اجتمع خلالها الأمناء العامّون للأحزاب المعارضة مع الحكومة في مقرّ رئاستها، وهو اللقاء الذي قال إنّه كان "فضفاضا"، فيما جمع اللقاء الثاني أحزاب المعارضة مع وزارة الداخلية، "ولم يكن هناك نقاش جدّي"، يقول بنشماش. ووجّه بنشماش انتقادا شديد اللهجة للحكومة على تعاطيها مع ملف المشاورات حول الاستحقاقات الانتخابية الجماعية، قائلا إنّ المشاورات "كانت صورية وزائفة، وكانتْ أقربَ إلى الإذعان منها إلى المشاورات"، وتابع أنّ ذلك كان دافعا إلى إعلان أحزاب المعارضة التي نسّق معها الحزب (الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي، الاتحاد الدستوري) إلى التلويح بمقاطعة الانتخابات، "في حال إذا صمّمت الحكومة على تفصيل مشاريع القوانين المتعلقة بالانتخابات على مقاسها". ووصف بنشماش مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالجهوية المتقدمة ب"الرّدّة الديمقراطية"، قائلا إنّه لا يتضمّن إعمالا فعليّا للمادة 136 من الدستور، ويُوسّع مجال المراقبة الإدارية لسلطة الوصاية على حساب التدبير الحرّ، كما أنّ المشروع –يقول المتحدث- يغيّب تدابير التمييز الإيجابي لتكثيف المشاركة السياسية للمرأة في تدبير الشأن المحلّي. بنشماش، الذي سبق أنْ قال في ندوة صحافية نظمها "البام" حول مشاريع القوانين المتعلقة بالانتخابات إنّ الحكومة "سمّمت المناخ السياسي"، عادَ ليشنّ هجوما على التدبير الحكومي لمسألة الانتخابات، قائلا "ما نعيشه اليوم مع الحكومة الحالية لم يسبقْ له مثيل، ولمْ يسبق أنْ كانت هناك حكومة تعتمدُ هذه الدرجة من التعالي واستهجان الآخر". واتهم بنشماش في تدخّل له خلال افتتاح أشغال الدورة الثامنة عشرة لمجلسه الوطني الحكومة، وحزب العدالة والتنمية الذي يقودها، بنهج "خطاب مضلّل، من خلال التشكيك في نزاهة الاستحقاقات الانتخابية القادمة قبل إجرائها"، وأضاف "هذا شيء غريب يدعو إلى الدهشة".