علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر خاص، بأن نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي يحتضنها المغرب أربكت برمجة عدد من القاعات السينمائية الوطنية؛ ما جعل عددا من المنتجين والموزعين يضطرون إلى إعادة النظر في مواعيد عرض إنتاجاتهم السينمائية الجديدة خلال هذه الفترة. وقال المصدر ذاته إن الزخم الجماهيري الكبير المصاحب للعرس الكروي القاري والمتابعة الواسعة لمباريات المنتخبات وتنظيم فضاءات للمشاهدة الجماعية كلها عوامل ستؤثر تأثيرا مباشرا على نسب الإقبال على القاعات السينمائية؛ ما يجعل عرض أفلام جديدة في هذه الفترة محفوفا بالمخاطر من الناحية التجارية. وأضاف مصدر هسبريس أن الكثير من الفاعلين في القطاع فضّلوا تأجيل خروج أعمالهم السينمائية إلى ما بعد شهر رمضان، خاصة أن هذه المرحلة ستتزامن مع نهاية منافسات كأس إفريقيا للأمم؛ وهو ما ينتظر أن يساهم في استقطاب جماهير أوسع وخلق دينامية أفضل على مستوى شباك التذاكر. وتابع المتحدث نفسه أن شهر رمضان، رغم خصوصيته، يشكل غالبا مرحلة انتقالية في برمجة العروض، على اعتبار أن فترة ما بعده تعرف عادة عودة تدريجية للجمهور إلى القاعات؛ ما يدفع المنتجين إلى الرهان على هذا التوقيت لضمان حضور أكبر لأعمالهم. وفي السياق ذاته، أبرز مصدرنا أن تأثر القاعات السينمائية بالتظاهرات الرياضية الكبرى ليس بالأمر الجديد؛ غير أن تنظيم "الكان" فوق التراب الوطني يمنح هذه الدورة خصوصية مضاعفة، بالنظر إلى حجم التعبئة الشعبية والإعلامية التي ترافقها وما تفرزه من أنشطة موازية تستقطب اهتمام فئات واسعة من الجمهور. وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذه الظرفية تفرض على مهنيي القطاع التفكير في مقاربات أكثر مرونة على مستوى البرمجة والتسويق، من أجل التكيف مع التحولات الظرفية التي يعرفها المشهد الترفيهي، دون المساس باستمرارية العرض السينمائي. وختم المصدر الخاص لهسبريس بالتأكيد على أن مرحلة ما بعد نهاية كأس إفريقيا للأمم وشهر رمضان ستشكل اختبارا حقيقيا لمدى قدرة الإنتاجات السينمائية المؤجلة على استعادة الجمهور، وإعادة الزخم إلى القاعات في سياق ثقافي يتقاسم فيه الفن والرياضة اهتمام المتلقي المغربي.