المغاربة ينصرفُون أكثر فأكثر عنْ محلَّات البقالة فِي أحيائهمْ ويتجهُون بدلًا منها نحو أسواق ممتازة، تزايدتْ أعدادهَا بصورةٍ ملحوظةٍ فِي مدنِ المملكة، حتَّى أنَّ 74 منهَا فتحتْ أبوابها خلال العام الماضِي، فيما كانَ 45 سوقًا ممتازًا قدْ شرع بابهُ سنة 2013. عدد الأسواق الممتازة فِي المغرب وثبَ فِي المجمَل إلى 372، بعدمَا كانَ فِي حدُود 298 فِي 2013، على أنَّ سلسلة مرجان تتصدرُ المساحات الكبرى، لتشغلَ 50 بالمائة منها، وتستأثرَ ب56 في المائة من حصَّة السُّوق. بيدَ أنَّ الوتيرة التي توسعَ بها مرجان، تظلُّ رغم تزايد عدد المساحات الكبرى في المغرب، في غير المتوقعات، فبعدمَا كانت توقعات المجموعة في 2013 تراهنُ على افتتاح 9 محلاتٍ جديدة في العام الماضي، لمْ يجر سوى افتتاح ثلاثة أسواق كبرى، واحد منها في الدارالبيضاء وآخران في إنزكَّان وكلمِيم. بيدَ أنَّ تخلِّيَ سلسلة مرجان عن بيع الكحُول، يرتقبُ أنْ يكون ذَا تداعيَاتٍ سلبيَّة على رقم معاملات "المجموعة"، في الوقت الذِي يصبُو إلى خوض تجربةٍ خارج المغرب، يفتحُ معها فروعًا بكلٍّ منْ تونس والسينغَال والكوديفوار. مرجان ليستْ المجموعة الوحِيدة التِي رفعتْ حصتها في السُّوق المغربيَّة، ف" Label'Vie"، باتت تتوفر اليوم في المغرب على 62 متجرًا، وباتتْ تغطِّي عدَّة مدن مغربيَّة، حتى أنَّ رقم المعاملات التي جرى تحقيقه في العام الماضي، يقدر بنحو 6 مليارات درهم، مشكلًا بذلك ارتفاعًا قدرهُ 15 في المائة قياسًا برقم المعاملات في 2013. مجموعة أسواق السَّلام تتوفر، اليوم، على 12 متجرًا في مجمل المغرب، وإنْ لمْ تكن قدْ افتتحتْ أيَّ نقطة بيع إضافيَّة في العام الماضي، بيدَ أنَّها تعتزمُ إطلاق متجرينْ على الأقل في مدينتين كبيرتين بالمملكة، السنة الجارية. مجموعة "بيمْ" توسعتْ بدورها، ليرتفع رقم معاملاتها ب50 في المائة، حتى أنها باتتْ تتوفر اليوم على 225 نقطة بيع، بعدما كانت في حدُود 76، سنة 2011. مراهنة بذلك على ما تراهَا أثمنةً مناسبة تقترحهَا عند البيع. في المقابل، دفع تخطيط الحكومة، العام الماضي، إلزام صغار التجار بملء استمارات حول العمليات التجارية والمالية التي يقومون بها، قصد ضبْط الضرائب المترتّبة عنهم، إلى إذكاء غضب في الشارع ما اضطرَّ إلى سحب المادة 145 من قانُون الماليَّة. ويشكُو صغار التُّجار في المغرب ما يرونهَا منافسةً شرسةً من المتاجر الكبرى، التِي ينضافُ إليها إشكَالُ الدُّيون وتحصيلها من الزُّبناء، علاوةً على الباعة الجائلِين ممَّنْ يفرشُون سلعهم على الأزقَّة والأرصفة، دون دفع أيَّة ضرائب، الأمر الذِي يجعلُ مستقبلَ "مُول الحانُوت"، معرضًا لمخاطر حقيقيَّة.