ينجذب الكثير من الرجال المغاربة وغيرهم أيضا إلى المؤخرات النسائية، حيث تجد بعضهم وقد تسمروا على كراسي المقاهي على نواصي الشوارع، مثبتين أعينهم الواسعة كفئران تدور في جحرها، على ما يمر أمامهم من قامات نسائية وأرداف أنثوية بأنواع مختلفة. وتكاد تكون المؤخرة النسائية أكثر ما يثير فضول وغريزة عدد من الرجال المغاربة، مثل جنسيات أخرى ولاشك، فلها مفعول السحر لدى البعض أكثر من الوجه الجميل أو المحيا الصبوح، وربما كانت عندهم أكثر تأثيرا من الحشمة والعفة، فالأرداف عند البعض صار هوسا مرضيا ثابتا. موضة وشذوذ هوس العديد من الرجال بالمؤخرات النسائية يأتي في سياق محموم من "موضة" تعتبر المرأة أو الفتاة الجميلة كل من تمتلك قواما يتسم بأرداف بارزة، وذلك في تقليد أعمى لموضة العالمية المسعورة التي تقودها "كيمبرلي كردشيان"، الممثلة والعارضة ومصممة الأزياء الأمريكية. وتستنكر العديد من النساء اختزال جمال أو إثارة المرأة في مؤخرتها تحديدا، ومنحها كل ذلك الزخم الإعلامي والجنسي، باعتبار أنه مجرد عضو من أعضاء الجسم، وليس له كل تلك القوة ليصبح مركز الاهتمام بجسد الأنثى، باعتبار أن المرأة جسد وروح، وعقل وسلوك وفكر قبل كل شيء. الباحثة في علم الاجتماع، ابتسام العوفير، قالت لهسبريس، إن الرجل الذي تثيره مؤخرة المرأة عندما تمر أمامه يعتبر "مريضا"، لأن المفترض أن يُثار الرجل عادة من طرف المرأة بفضل جمال وجهها، أو لوسامة تقاسيمها، أو لقوامها الممشوق، هذا إن اكتفينا بالجانب الجسدي". وتضيف الباحثة بأن الرجل الذي لا يلتفت إلى كل هذا السمات الجسدية، ويثيره فقط شكل المؤخرة النسائية، إنما يترجم مرضا قد يصل إلى حد الشذوذ في الذوق والتفكير"، مبرزة أنه "من العيب مشاهدة كيف تتعلق نظرات العشرات من الرجال بأرداف فتاة أو سيدة تمر أمامهم في طريقها لعملها أو لقضاء أغراضها. محمد صدقي، سائق سيارة أجرة بسلا، قال لهسبريس إنه شبه "مدمن" على التطلع إلى المؤخرات النسائية خاصة الممتلئة منها، وفق تعبيره، مردفا أن المؤخرة النسائية ترمز إلى خصوبة المرأة وقوتها الجسدية"، قبل أن يستهجن إقبال الفتيات على حبات "دردك" لتسمين أردافهن". سر الإثارة الطبيب الأخصائي في العلوم الجنسية بمدينة وجدة، الدكتور مصطفى الراسي، أكد أن "الأرداف تحتل في الثقافة العربية الإسلامية مكانا محوريا في الحديقة السرية للأحلام الشبقية، فلا أحد ينكر ما للأرداف من رمزية جنسية وجاذبية شهوانية". الراسي كتب منذ فترة مقالا عن الموضوع قال فيه إن "الأرداف المتحركة تقذف بلهيبها في كل الاتجاهات، سواء كانت محجوزة في سراويل الجينز الضيقة، أو متخفية خلف جلابيب عريضة"، مستدلا بقول لنافع مولى ابن عمر رضي الله عنه: "العجيزة أحسن الوجهين"، وعندما سئل عن ذلك قال: "الوجوه الحسان كثيرة الأعجاز قليلة". واستشهد الراسي بالجاحظ الذي وصف حسن المرأة "ريحها أرج، ووجهها بهج، لينة الأطراف، ثقيلة الأرداف"، فيما ذكر العالم الكبير السيوطي في كتابه "رشف الزلال في السحر الحلال" ما يلي: "ردف وسيط كأنه الجبل المحيط، زاهر العين، منزه عن الشين، له تموج وتراج". وخاطب الراسي الرجل "الزوجة الصالحة هي قيم وأخلاق ومبادئ، فلا تقف عند مؤخرتها فقط وتجعلها في المقدمة"، مضيفا أن "هذه المؤخرة قد تكون سببا لانجذاب الرجل لزوجته، ولكن أحيانا لا تعدو أن تصبح حزاما ناسفا يفجّر الأسرة ويحيلها شظايا يستحيل لمها" وفق تعبيره.