"مقبرة العود" تعتبر متواضعة وهي تستقرّ بإحدى أحياء جنوبي العاصمة السعودية الفقير، وقد استقبلت، اليوم الجمعة، جثمان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي وافته المنية قبل ساعات عن عمر يناهز 91 عاما. والملك عبدالله هو سادس ملك سعودي يدفن في هذه المقبرة التي تقع في حي البطحاء الشعبي، والتي ضمت جثامين كل ملوك السعودية، ما منحها لقب "مقبرة الملوك" وجعل لها شهرة خاصة بين مقابر السعودية الشهيرة كالبقيع بالمدينة المنورة والمعلاة بمكة المكرمة. وتضم المقبرة قبور كل ملوك السعودية الذين توفوا بداية من الملك عبد العزيز (1932 - 1953)، مؤسس السعودية وأول ملوكها، مرورا بالملوك سعود (1953 -1964) وفيصل (1964-1975)، وخالد (1975-1982) وفهد (1982-2005)، وآخرهم، اليوم، الملك عبدالله (2005 -2015). كما أنّ "العود" تضم جثامين عدد من أفراد الأسرة المالكة والأمراء والأعيان، وتذكر بعض المصادر التاريخية أن فاطمة بنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب دفنت في ذات المقبرة، كما دفن فيها حمد بن راشد بن عساكر جد أسرة آل عساكر المعروفة في الرياض، إضافة إلى موسى بن مرشد أحد أعيان مدينة الرياض. ولم يمنع دفن الملوك والأمراء والأعيان في المقبرة من دفن آخرين من عامة الشعب، دون تفرقة تذكر.. بينما اختلف سبب تسمية المقبرة ب"العود"، إلا أن الرأي الغالب يأتي للإفصاح ع كناية لدفن العود بها، وهو الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، حيث أن المسمى في اللهجة السعودية يشير دائما إلى "الأب كبير السن". وتبلغ مساحة مقبرة "العود" قبل توسعتها إلى ما قدره 90 ألف متر مربع، إلا أن السلطات السعودية تقوم الآن بإعادة تهييئها لتصل إلى 141 ألف متر مربع، بعد أن قامت امانة الرياض بنزع ملكية الاراضي المحاذية لها، وعمل تطوير للمقبرة، وتشجير الواجهات الرئيسية لها، وإنشاء بوابات بتصميم مميز. ونظرا لكون موقع المقبرة وسط أحياء يصنف سكانها بالبسطاء من محدودي الدخل، فقد شهد كثير منهم وداع الملوك والأمراء لقربهم من مثواهم، وكانت لسكانها مشاركة فاعلة في مراسم العزاء والدفن، عايشوها على مدى أعوام عدة مضت. * وكالة أنباء الأناضول