وجه الناشط الحقوقي المعروف، سيون أسيدون، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلنتون، على خلفية استدعاء الرئيس السابق للكيان الإسرائيلي، شمعون بيريز، للحضور في "مبادرة كلنتون العالمية للشرق الأوسط وأفريقيا" ، والتي تحتضنها مراكش بين 5 و7 ماي المقبل. وطالب أسيدون، في الرسالة التي توصلت بها هسبريس، كلنتون بالتراجع عن استدعاء بيريز للمغرب، حيث وصفه ب"مجرم الحرب الذي يمثل الوجه البشع لنظام الأبارتهايد الصهيوني"، مبرزا أن حضوره إلى أرض المغرب إهانة لشعب البلد المضيف لهذا الملتقى". وفيما يلي نص رسالة سيون أسيدون إلى "ويليام جفرسون كلينتون": رسالة مفتوحة إلى السيد ويليام جفرسون كلينتون الدارالبيضاء في يوم 30 أبريل 2015 سيدي، لقد وقع اختياركم على مدينة مراكش التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة لتنظيم ملتقى مؤسستكم (Clinton Global Initiative). إن هذا الاختيار يفرض عليكم احترام كرامة شعب البلد المضيف لتظاهرتكم. في هذا الإطار، علمنا دعوتكم للمشاركة في ملتقاكم مجرم حرب معروف، وهو شمعون بيريس. ويعتبر هذا شمعون بيريس، الذي استهل مساره السياسي كمزود أسلحة لمحتلي أرض فلسطين في أربعينات القرن الماضي، مسؤولا عن قصف السكان المدنيين لقرية كفر قانا في جنوبلبنان، وقد حصل ذلك مرتين تفصل بينهما 10 سنوات. المرة الأولى بتاريخ 18 أبريل 1996، وكان آنذاك وزيرا أولا، حيث قام "تساهال" بعدوان على جنوبلبنان، في إطار عملية "عناقد الغضب". والجدير بالذكر أن القصف وجه ضد مساحة من المفترض أنها تحت حماية الأممالمتحدة، ولجأت إليها بالفعل عائلات بأكملها. لقد نتجت عن جريمة الحرب هذه مجزرة قتل على إثرها المئات من الضحايا المدنيين، ومن بينهم أطفال. أما المرة الثانية، كانت ليلة 30 يوليوز 2006، وكان آنذاك نفس شمعون بيريس نائب الوزير الأول، حيث قامت مرة أخرى "تساهال" بعدوان على جنوبلبنان، في إطار عملية "مطر الصيف"، فتم قصف قرية كفر قانا من جديد وبشكل منهجي بهدف ترهيب السكان ودفعهم للهروب شمالا نحو العاصمة، هذا في وقت كانت فيه جميع طرق النفاذ من قانا تحت النار. ونتجت عن ذلك مجزرة، وهي جريمة حرب أخرى على عاتق شمعون بيريس. إضافة لما سبق ذكره، فإن نفس شمعون بيريس هو الذي كان يترأس دولة الأبارتهايد الصهيوني خلال فترة عرفت عدوانين بشعين، وهما عملية "الرصاص المقوى" و"السياج الواقي" الذين وقعت فيهما اعتداءات عن طريق القصف المكثف، بالتنسيق مع اكتساح عسكري على الأرض، نتج عنهما آلاف القتلى. سيدي، بدعوتكم لمجرم الحرب هذا، فإنكم تستقبلون شخصا مساره السياسي الكامل يمثل تماما الوجه البشع لنظام الأبارتهايد الصهيوني ويرتبط ارتباطا وثيقا به. ذلك النظام الذي يجثم على كاهل الشعب الفلسطيني منذ 67 سنة. إنها 67 سنة من ممارسة التعذيب، والتطهير العرقي، والاغتيالات المستهدفة لأشخاص بعينهم، والتقتيل الجماعي،... – وهي كلها جرائم ضد الإنسانية حسب معاهدة روما –وبالإضافة إلى ذلك، الاستيلاء على أراضي وموارد طبيعية بالقوة، وتنظيم الاستيطان بنقل مستعمرين ينتمون للقوة المحتلة، وسجن بدون محاكمة، وقتل مدنيين.... – وهي كلها جرائم حرب في نظر القانون الإنساني الدولي. بل تعتبر (محكمة "راسال" الدولية الخاصة بفلسطين) أن ما يجري باستمرار في فلسطين، وإلى يومنا هذا، هو جريمة "إبادة مجتمع". سيدي، إن حضور مجرم حرب مثل شمعون بيريس على أرض المغرب يشكل إهانة لشعب البلد المضيف لملتقاكم، وبما أن موضوعه يهم شعوب المنطقة، فهذا الحضور يحط أيضا من كرامة هذه الشعوب، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. سيدي، إن أرض المغرب وشعبه يلفظان مجرم الحرب بيريس. وفي حالة إصراركم على مشاركته في ملتقى مؤسستكم، متجاهلين الشعور العميق لساكنة البلد المضيف، ستصمون تظاهرتكم بأكملها بوصمة العار المرتبطة بحضوره. سيدي، نحن كمغاربة ننتظر من زوارنا حدا أدنى من الاحترام، وبالتالي اسمح لنفسي بالأمل ألا تسقط رسالتي هذه لن في آذان صماء. سيون أسيدون ناشط حقوقي