على إيقاعاتِ الموسيقى الأندلسية وموسيقى الفلامينكو الإسبانية، سافَر الفنان المغربي جلال شقارة، بجمهور مسرح الهواء الطلق في مدينة أكادير، نحْوَ عوالم الموروث الموسيقي الذي خلّفه عمّه الفنّان الراحل عبد الصادق شقارة. الفنان المغربي الشاب الذي يُقيم بين إسبانيا والمغرب مزج في حفله مساء الأربعاء بيْن الطرب الأندلسي الأصيل والفلامينكو، على وقْع رقصات راقصة إسبانية. شقارة، تحدّث لهسبريس على هامش ندوة صحافية قبْل صعوده إلى منصّة مسرح الهواء الطلق في أوّل مشاركة له بمهرجان "تيميتار" عن مساره الفنّي، وعنْ علاقته بالوسط الفنّي في الجارة الشمالية للمملكة، وقال إنَّ علاقةَ المغاربة بالإسبانيين في نطاقِ المجالِ الفنّي علاقةٌ يسُودها التفاهم والاحترام، وأضاف، في حديث لهسبريس على هامشٍ ندوةٍ صحافيّة قبْل إحيائه حفْلا في اليوم الثاني من فعاليات مهرجان "تيميتار.. علامات وثقافة" بأكادير: "أعيش في إسبانيا منذ أكثر من 17 عاما، ولم يسبق لي أن أحسست أنّ هناك كراهية أو شيئا من هذا القبيل". غيْرَ أنَّ ذلك ينْحصرُ فقط في نطاق المشتغلين في المجال الفنّي والثقافي، أمَّا في باقي مجال الحياة المجتمعيّة "فهُناك مشاكلُ كثيرة"، يقول شقارة، مؤكّدا على أنّ ذلك "شيء طبيعي وعادي جدّا"، لأنّ هذه المشاكل لا تتعلّق فقط بالمغاربة المقيمين في إسبانيا، بلْ بجميع المقيمين هناك، وهناك مشاكلُ حتّى بيْن الإسبّان أنفسهم، كما يحْصل في باقي المجتمعات، وتابَع: "هذه هيَ سُنَّة الحياة في كلّ بلدان العالم وليْسَ إسبانيا وحْدها". وجاءَ سؤال هسبريس للفنان شقارة المُقيم في إسبانيا منذ أكثر من 17 عاما، بناءً على مُعطياتٍ كشفتْ عنها دراسةٌ أعدّها مؤخرا المعهد الملكي الإسباني، حوْل صورة المملكة الإسبانية في الخارج، حملتْ عنوان: "إسبانيا: صورة وماركا في الداخل والخارج"، إذْ جاءَ في الدراسة أنّ نظرةَ المغاربة إلى الجارة الشمالية للمملكة هي الأكثر سوءا من بيْن شعوب 23 دوْلة استهدفتْها الدراسة، والتي شملتْ 80 ألف مستجوب. واستطردَ الفنّان جلال شقارة الذي يُزاوجُ في أغانيه بيْن الطرب الأندلسي والفلامينكو الاسباني، أنَّ جوْقَ شقارة معروف في الساحة الفنية الإسبانية، "ويُتحدث عنه كأنه جوْق إسباني"، يقول موضحّا، وعمَّا أنْ كان الفضلُ في الشهرة التي يتمتّع بها في إسبانيا يعُودُ إلى كوْنه من عائلة الفنّان الشهير الراحل عبد الصادق شقارة، قالَ جلال إنّه يعتبر عمّه أستاذه، وكانَ معه في جوقه منذ كانَ سنّه 15 عاما، "واليوم أحملُ المشعل الذي كانَ يحمله، بعْد أن طوّرتُه وأضفْتُ إليه أشياء جديدة، مع الحفاظ على طبيعته الأصليّة". جلال شقارة، قالَ خلال ذات الندوة الصحافية جوابا على سؤال حوْل سبب عدم شهرته في المغرب مقارنة مع الشهرة التي يحظى بها في إسبانيا: "في إسبانيا تتمُّ المناداة عليّ للمشاركة في الحفلات والمهرجانات، وهنا في المغربِ إذا لمْ أبادرْ لا ينادي عليّ أحد، وعلى كل حال أنا لا يمكن أن أطلبَ المرور في المهرجانات أو التلفزيون أو الإذاعات، وأتمنّى أن تُفتح هذه الأبواب مستقبلا".