شهدت ملاعب كرة القدم في الدرجتين الأولى والثانية بألمانيا احتجاجات صامتة هذا الأسبوع، عكست رفض الجماهير لخطط حكومية تهدف إلى فرض قواعد أكثر صرامة للوصول إلى الملاعب، بهدف الحد من العنف. وفي مباراة بايرن ميونخ وفرايبورغ، ظلت جماهير النادي البافاري الموجودة في ملعب "أليانز أرينا" صامتة لمدة 12 دقيقة، وذلك بسبب الإجرءات الأمنية الجديدة التي ستناقش في اجتماع وزراء الداخلية الخريفي. ووفقًا لصحيفة "دي فيلت" الألمانية، فإن حالة الاستياء لم تقتصر على جماهير بايرن ميونخ في مباراة فرايبورغ فقط، بل امتدت لتشمل "الجدار الأصفر" الشهير في ملعب بوروسيا دورتموند، حيث التزم المدرج الجنوبي الصمت في بداية مباراة فريقهم، معتبرًا في بيان رسمي أن المقترحات الأمنية المطروحة تمثل تهديدًا جديًا قد يطول المشجعين بشكل مباشر ويغيّر من طبيعة تجربتهم في الملاعب. فيما تشير "إذاعة ألمانيا" إلى أن حزمة الإجرءات المقترحة تتضمن تغييرات جذرية، أبرزها منح مسؤولي الأمن صلاحيات أوسع، وإنشاء جهة مركزية لدى الاتحاد الألماني لكرة القدم لمراقبة عقوبات حظر دخول الملاعب، لكن النقطة الأكثر إثارة للجدل تكمن في مقترح اعتماد نظام "التذاكر المخصصة"، الذي يربط كل تذكرة بهوية مشجع محدد، وهو ما تعتبره الجماهير تقييدًا لحريتها في التنقل، وضربة لتقاليد التشجيع الجماعي العفوي. وبهذا الخصوص، أكد الاتحاد الألماني لكرة القدم ورابطة الدوري، وفقًا لما نشرته شبكة "سبورت 1″، أن بعض هذه المقترحات "غير مناسبة" وقد تمس جوهر الثقافة الجماهيرية التي تفخر بها ألمانيا، وشددتا على ضرورة إيجاد توازن دقيق بين متطلبات الأمن وحماية حرية المشجعين، معلنتين استعدادهما التام لمواجهة أي مطالب غير منطقية بحجج موضوعية ومدروسة، لضمان استمرار كرة القدم بروحها الحقيقية. من جانبه دعا أرمين شوستر وزير الداخلية والرياضة بولاية ساكسونيا إلى تنفيذ الإجراءات المتفق عليها بالفعل مع ممثلي الاتحادات الكروية ومواصلة المفاوضات بشأن القضايا العالقة. ويرى شوستر أن الاتفاق المبدئي مع الاتحاد الألماني ورابطة الدوري بشأن حظر دخول المشجعين الذين يتسمون بالعنف، أفضل من المقترحات الأصلية للوزراء. كما اقترح شوستر أن يتم إصدار قرارات الحظر من قبل لجان حظر الملاعب على مستوى الأندية، لكن تحت لوائح وطنية أكثر تحديداً، مع إشراف فني وقانوني من لجنة مركزية تابعة للاتحاد الألماني لكرة القدم. ودعا شوستر مؤتمر وزراء الداخلية المقرر أن يبدأ في 3 دجنبر في بريمن، إلى تبني النتائج المتفق عليها بالفعل في أسرع وقت ممكن، مع الاستمرار في التفاوض على القضايا الخلافية الأخرى مثل بيع التذاكر عبر الإنترنت وتنفيذ حظر الألعاب النارية.