حذرت منظمات دولية في مجال البيئة من نتائج السياسات التي تنهجها عدد من الدول عبر العالم، في التقليل من الاحتباس الحراري، وذلك بعدم الوفاء بالتزاماتها التي وعدت بها خلال مجموعة من المؤتمرات المنعقدة خلال العقد الأخير حول البيئة. وأكدت دراسة ل"Climate Action Tracker"، أن جل الدول عبر العالم، لم تلتزم بما تعهدت به في ما يخص خفض انبعاث الغازات خلال السنوات الأخيرة، عدا بلدين إفريقيين، هما المغرب وإثيوبيا، إلى جانب كوسطاريكا. واعتبرت "كلايمت أكشن ترايكر" المغرب، من أقل الدول مساهمة في الاحتباس الحراري، من خلال خفضه لانبعاث الغازات، حيث تعهد بخفض هذه الغازات بنسبة 13 في المائة في أفق سنة 2030، وذلك كجزء من تعهداته لمؤتمر الأممالمتحدة الواحد والعشرين، حول التغيرات المناخية "كوب 21"، والذي سينعقد في العاصمة الفرنسية باريس بين 30 نونبر و11 دجنبر من السنة الجارية. وبالرغم من أن هذا التعهد سيكلف خزينة الدولة المغربية 10 ملايير دولار مقابل تخفيض نسبة 13 في المائة، إلا أن المغرب عبر في عدد من المؤتمرات عن استعداده كي يتم رفع هذه النسبة لتصل إلى 19 في المائة، لكن مقابل أن يحظى بدعم مالي دولي، من أجل مواجهة تبعات هذا القرار. وقد قسمت الدراسة دول العالم إلى ثلاث فئات، الأولى هي الدول الأكثر مساهمة في الاحتباس الحراري، والتي ترفض تخفيض نسبة الغازات المتسببة في ذلك، كأستراليا واليابان ونيوزيلاندا وروسيا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى كندا. أما الفئة الثانية، والتي وعدت الدول المصنفة في خانتها بخفض انبعاث الغازات، فنجد، بحسب الدراسة، كلا من الولاياتالأمريكيةالمتحدة وجل دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى سويسرا والمكسيك. والفئة الثالثة هي التي يندرج ضمنها المغرب وإثيوبيا كأكثر الدول التي وعدت بخفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى أقصى مستوياته. مما جعل التقرير ينوه بمجهودات المغرب في هذا المجال. وتنبأت الدراسة ذاتها، أنه إذا بقي الحال على ما هو عليه الآن، فإن درجة الحرارة سترتفع بين 2.9 و3.1 درجة بحلول سنة 2100، وهذا ما "يعتبر معدلا خطيرا للحرارة مقارنة بالوضع الحالي". وتبعا لذلك، فإن النتائج المتوصل إليها بالنسبة لكل دولة على حدة "لم تكن جيدة"، مقارنة بالتعهدات التي قدمتها أغلب الدول المشاركة في مؤتمرات "ريو ديجانيرو" و"جوهانسبورغ"، وكانت حول الاحتساب الحراري. وتضم "كلايمت أكشن ترايكر"، أربعة مراكز دولية للأبحاث، وهي ClimateAnalytics""، و"Ecofys" و"NewClimate Institute"، بالإضافة إلى "Potsdam Institute for Climate Impact Research"، إذ تعتبر هذه المراكز من أبرز المراكز الدولية التي تهتم بدراسة ومراقبة التحولات المناخية.