في لحظة خشوع أمام الروضة الشريفة بالمسجد النبوي؛ غلبت الدموع الحاج المغربي "سعيد صالح"، الذي جاء إلى الحج حاملاً همّ المرض الذي يخشى أن يداهمه أثناء أداء المناسك وينغص عليه رحلة العمر، وعند فراغه من الصلاة قال لنفسه بثقة: "أنا وزوجتي من ضيوف الرحمن وفي بلد الشرفاء وما رأيته في المملكة العربية السعودية يثلج الصدر ويبعث على الطمأنينة". الحاج سعيد صالح أصيب مؤخراً بالفشل الكلوي، ورغم ما عاناه منذ إصابته بالمرض، إلا أنه قرر أن يحج إلى بيت الله الحرام هذا العام؛ واثقاً في الرعاية الفائقة التي تقدم لحجاج بيت الله الحرام، حيث يعبّر عن ثقته قائلاً: "زوجتي كانت منزعجة لأنني لم أجد من يرافقني، لكننا ضيوف الرحمن، ونحن في بلد الشرفاء، قالوا لي لا تقلق من مرضك، واستقبلتني الأيادي بحب".
الحاج سعيد أعرب عن امتنانه للخدمات الصحية الكبيرة التي وجدها منذ لحظة وصوله؛ حيث وجد مستشفيات مجهّزة بكل ما يحتاجه، وخاصة مركز الكلى في مستشفى الملك فهد، الذي خصصت له وزارة الصحة صالة خاصة لحجاج الكلى، مزوّدة بأحدث الأجهزة وتدار بكفاءة عالية.
ولم يكن صالح المستفيد الوحيد، بل نُظّمت الجلسات له ولغيره مسبقاً بالتنسيق مع البعثات الطبية، ما جعل الخدمة أكثر راحة وسلاسة، حيث لا يُكتفى باستقبال الحجاج فقط، ولكن تشملهم رعاية كاملة، ترافقهم في كل خطوة.
"أتمنى أن يقدرني الله على إتمام مناسك الحج، وأسأل الله أن يرفع من شأن المملكة وينميها"... هكذا أنهي الحاج المغربي حديثه.
قصة سعيد ليست استثناءً، بل واحدة من القصص الملهِمة لحجاج مغاربة، عاشوا هذا العام تجربة فريدة في ضيافة المملكة، بين رعاية صحية متقدِّمة، وتنظيم أمني دقيق، وخدمة إنسانية لا تعرف التمييز.