استطاع المغرب أن يتقدم بست درجات في ما يهم مؤشر الرفاهية العالمي الذي يعده معهد "ليغاتيوم" البريطاني، إذ انتقل من المرتبة 85 في العام الماضي إلى المرتبة 79 خلال العام الحالي في القائمة التي تضم 142 دولة حول العالم، محتلا الصدارة على صعيد المنطقة المغاربية. وعلى الرغم من تقدم المغرب ضمن مؤشر الرفاهية، إلا أنه مازال يصنف ضمن البلدان التي فيها مخاطر التهديدات الإرهابية مرتفعة، إذ قال تقرير المعهد البريطاني إن "الطموحات الإقليمية للبغدادي معروفة، إلا أنه غالبا ما كانت تفشل مؤامراته في المغرب". رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، محمد بنحمو، يقول، في هذا الإطار، إن المغرب فعلا مستهدف بسبب محيطه الإقليمي، سواء تعلق الأمر بمنطقة الساحل والصحراء أو شمال إفريقيا، وهو ما يفرض عددا كبيرا من التهديدات الأمنية. وأشار بنحمو، في تصريح لهسبريس، إلى أن التهديدات الإرهابية ليست حالة خاصة بالمغرب، بل إن مجموعة من الدول الأوروبية تعاني من درجة التهديد نفسها. وزاد الخبير الاستراتيجي قائلا: "التهديد الأمني هو تهديد قائم لجميع الدول بالدرجة نفسها، لأن الإرهاب يستهدف الدول التي يرى أنه من الممكن أن يحقق فيها أهدافه". تقرير المعهد البريطاني قال إنه على الحكومات التي تم تصنيفها في خانة "تهديد إرهابي مرتفع" أن تولي الاهتمام أكثر للأمور الأساسية التي قد تضعف المجتمع وتتسبب في التوجه للتطرف، من قبيل دعم الأسر والرفع من الحريات وتوفير فرص العمل للمواطنين. على صعيد آخر، من بين المؤشرات السلبية التي وردت ضمن تقرير المعهد البريطاني هناك تراجع الدعم الاجتماعي ب 20 نقطة منذ 2009، على الرغم من الإصلاحات التي اعتمدتها حكومة عبد الإله بنكيران، كما أوضح المصدر نفسه أن التفاؤل في ما يخص سوق العمل انخفض من 43 في المائة عام 2012 إلى 34 في المائة العام الحالي، ومع ذلك فقد تراجعت نسبة البطالة من 45 في المائة عام 2012 إلى 34 في المائة خلال العام الحالي. يذكر أنه على صعيد الدول العربية، تصدرت الإمارات العربية المتحدة مؤشر الرفاهية للعام الحالي محتلة المرتبة 30 دوليا، متبوعة بالكويت في المرتبة 36 والسعودية في المرتبة 42، أما على صعيد المنطقة المغاربية، فقد تصدر المغرب القائمة متبوعا بالجزائر في المرتبة 96 وتونس في المرتبة 97، في حين غابت كل من ليبيا وموريتانيا عن القائمة. وبحسب تقرير "ليغاتيوم"، تعد النرويج أكثر دول العالم رفاهية، متبوعة بسويسرا في المرتبة الثانية عالميا، ثم الدانمارك، فنيوزيلاندا، والسويد، وكندا في المرتبة السادسة.