درءً لخطر وقوع "تسونامي" محتمل، تحرك المغرب للقاء كل من إسبانيا والبرتغال، بالعاصمة مدريد، في دورة حول إجراءات تخص تطوير أنظمة إنذار مبكرة، وتنسيق جهود البلدان الثلاثة، استعدادا لمواجهة ظاهرة "تسونامي" في حال وقوعها. وتتركز أشغال البرنامج حول دراسة إجراءات الطوارئ المعتمدة في الاتحاد الأوربي، والذي يسهر على تمويلها عبر آلية "المركز الأوروبي للتنسيق والاستجابة"، في إطار برنامج يستهدف منطقتي جزر الكناري والساحل الأطلسي المغربي. وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية "أوربا بريس" أن هذه التمارين تدخل في إطار برنامج مشترك يسعى إلى تطوير الآلية الأوربية للحماية المدنية، من خلال إشراك مصالح الطوارئ بالبلدان الثلاثة وتدريبها على توظيف المعلومات الواردة من الأقمار الاصطناعية. وعلاوة على مشاركة الدول الثلاث، البرنامج أدرج مشاركة مراقبين دوليين من فرنسا والنمسا وأذربيجان وجورجيا، ولبنان وتونس والجزائر؛ وكذا فريق من خبراء الوقاية المدنية،تابع للاتحاد الأوربي، بهدف تقوية التنسيق والتعاون بين الدول الجارة، ناهيك عن اختبار قدرات كل دولة في هذا المجال. وكان المغرب، الذي اكتسب خبرة محترمة في التعامل مع ظاهرة "تسونامي"، شارك في أكتوبر من السنة الفارطة، إلى جانب عشرين دولة، في تمرين مماثل من تنظيم لجنة علوم المحيطات الحكومية الدولية التابعة لليونسكو؛ وهو البرنامج الذي شكل فرصة لاختبار إمكانياته في مجال الإنذار من خطر وقوع "تسونامي" في شمال المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. ويأتي هذا الانخراط القوي للمغرب في هذه البرامج المشتركة بعدما أكد المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، سابقا أن البيانات التاريخية والعلمية والدراسات النموذجية العددية أشارت إلى أن المملكة ليست في مأمن من موجات "تسونامي". يذكر أن هذه العمليات تكون عادة على شكل محاكاة لوقوع زلازل من شأنها أن تتسبب في حدوث موجات "تسونامي"، سواء في البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الأطلسي؛ مما يمكن الدول المشاركة من التعامل مع هذه الظاهرة واحتوائها في حال وقوعها.