بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل الباحث والفاعل المغربي شمعون ليفي، نظمت جمعية "أصدقاء متحف التراث الثقافي اليهودي المغربي" لقاء بمقر المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط في موضوع "متعة الذاكرة". وفي كلمة بالمناسبة، رأى وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، أن هناك دواع عديدة للاحتفاء بذكرى ليفي شمعون تتمثل في وطنيته الصادقة، ومواقفه الرصينة، واستماتته في الدفاع عن التراث الوطني اليهودي المغربي باعتباره رافدا من روافد الثقافة المغربية كما نص على ذلك دستور 2011. وأكد الصبيحي ، في هذا اللقاء الذي سيره المؤرخ محمد مزين، عزم الحكومة على الحفاظ على التراث الثقافي الوطني اليهودي بكل تجلياته المادية وغير المادية، حتى يتم نقل هذا الإرث الثمين للأجيال القادمة، مشيرا بالمناسبة إلى إسهامات شمعون ليفي وإدمون عمران المليح وحاييم زعفراني وكذا محمد كنبيب وغيرهم في هذا الصدد. وقدم نجل الفقيد، جان جوزيف ليفي، عضو جمعية "أصدقاء متحف التراث الثقافي اليهودي المغربي"، ورقة حول الجمعية، التي تأسست في 2013 في سياق تدشين بيعة "صلاة الفاسيين" في 13 فبراير من السنة ذاتها بالعاصمة العلمية للمملكة والتي تعد من آخر المشاريع التي أنجزها شمعون ليفي، مضيفا أن هذه الفكرة ألهمت تأسيس متحف التراث الثقافي اليهودي المغربي سنة 1994 . وأضاف جان جوزيف ليفي أن شمعون عمل على خلق جيل جديد يسعى للحفاظ على التراث الثقافي اليهودي المغربي وترميمه والنهوض به، مشيرا إلى إنجاز الجمعية فيلما وثائقيا تربويا موجها للشباب المغربي في إطار التحسيس بهذا التراث الوطني الغني. أما رئيس الجمعية، محمد المدلاوي، فقد استحضر فاعلا سياسيا كبيرا وباحثا لسنيا من العيار الثقيل، كان الخيط الناظم في حياته هو الهوية المغربية، وقد أسس معلمة متحف التراث الوطني اليهودي المغربي، وعمل ميدانيا على تجميع المادة المتحفية في مختلف المناطق المغربية (دبدو، وجدة، أرزان، إيفران الجنوبية...)، ووضع خطة عمل مؤسسي وأكاديمي عقلاني. وأضاف أن الجمعية تهدف إلى نشر وعي عصري بالذاكرة المغربية، ليس باعتبار المتحف فضاء محنطا ، مذكرا بالحدث الثقافي ذي الدلالة المتمثل في افتتاح بيعة "صلاة الفاسيين"، ودعوة الملك محمد السادس ، في رسالة بالمناسبة، إلى ترميم كافة المعابد اليهودية الأخرى باعتبارها أيضا فضاءات للحوار. وتحدثت المخرجة إيزة جنيني عن ازديادها بالمغرب وتنقلها بين الكارة والدار البيضاء قبل الانتقال رفقة أبويها إلى باريس، وولعها بالفيلم الوثائقي حول المغرب مشيرة إلى تصويرها عددا من الأفلام الوثائقية المعتمدة من قبيل "العيطة" مع الفنانة الشعبية الراحلة فاطنة بنت الحسين، وسوق الخميس بالكارة، وأغاني الفنان الراحل عبد الصادق شقارة، وفاكهة السدرة المقدسة في الديانة اليهودية، وغيرها، قبل أن يتم عرض شريط قصير يتضمن مقتطفات من هذه الوثائقيات. وكان مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إدريس أخروز، شدد، في كلمة ترحيبية، على أهمية المكون العبري في التراث الثقافي المغربي الذي يشكل الذاكرة الوطنية، مشيدا بالعمل الدؤوب الذي قام به الفقيد شمعون ليفي على مدى عقود من الزمن في العديد من المجالات.