ركزت جميع الصحف الصادرة اليوم الاربعاء بمختلف بلدان أوروبا الغربية اهتمامها على اعتداءات بروكسيل التي أودت بحياة 34 شخص وجرح ما يناهز 200 آخرين ، والتي تبناها تنظيم " داعش" الارهابي . ففي بلجيكا، كتبت جريدة (لوسوار) الواسعة الانتشار أن اعتداءات بروكسل تشكل بداية حياة مختلفة لمجتمع سيصبح أكثر انغلاقا وأكثر قساوة، وأقل تساهلا وربما أكثر حقدا. أما (لا ليبر بلجيك)، فاعتبرت أن الديمقراطيات عليها أن "تتسلح" لحماية ساكنتها حيث أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها منذ أشهر عدة لم تمنع من وقوع مأساة أمس الثلاثاء ، مؤكدة على أن الوقت قد حان لمراجعة الإجراءات التي تم اتخاذها وتقييم الإكراهات التي واجهتها. نفس التحليل ذهبت إليه (لاديرنيير أور) التي أشارت إلى أن الحضور المكثف للجنود، خلق إحساسا افتراضيا بالأمن ولم تمنع حدوث هذه الانفجارات. وأكدت على ضرورة أن يتم الآن استهداف جذور الإرهاب من مصدره وباستعمال وسائل أكبر. أما "لا كابيتال" فأكدت أن بلجيكا في حالة حرب وتواجه هذه المرة تهديدا مخيفا يعرض للخطر نمط حياتها وديمقراطيتها ، مشيرة إلى أن البلاد التي تعيش اليوم على وقع الجراح، قادرة مرة أخرى على التغلب على التشدد العنيف شريطة مواجهة الواقع وتوفير الوسائل الضرورية لأمنها والتي أثبتت ضعفها منذ سنوات. وفي سويسرا، علقت اليوميات على الاعتداءات الإرهابية التي ضربت بروكسل أمس الثلاثاء. وكتبت (لاتريبون دو جنيف) أن أوروبا أصبحت ساحة حرب لمقاتلي (داعش) يقوم قادتها بتحديد قواعد اللعبة. وذكرت أن اعتداءات باريس أكدت أن الحكومات تتحكم في المعلومات لإفشال العمليات الإرهابية، غير أن هذه المعلومات لم يتم تقاسمها بالشكل الكافي، مشيرة إلى أن أوروبا ليس أمامها سوى توحيد قواها ووسائلها. واعتبرت (24 أور) أن أوروبا عليها محاربة " سرطان الإòرهاب " بشكل جماعي، مشيرة إلى أنه لا يمكن التوصل إلى حل منفرد لمواجهة التطرف. أما (لوطون)، فأكدت على أن بلجيكا كان تتنبأ بحدوث عملية إرهابية، لكن لا أحد كان يتوقع هذه الدرجة من الرعب، معتبرة أن التهديد الإرهابي يأتي من الداخل مما يتطلب تنسيقا أمنيا مكثفا وعابرا للحدود. وفي ألمانيا سلطت الصحف الضوء بدورها ، على اعتداءات بروكسيل التي أودت بحياة 34 شخص وجرح ما يناهز 130 آخرين معتبرة أن استهداف بروكسيل مثير للقلق . فكتبت صحيفة (دي نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) ، في تعليقها أن " الأوروبيين ، الذين تغلبوا على مشاكل الأزمة المالية وأزمة اللاجئين ولو بشكل جزئي عليهم أن يتحركوا بشكل جماعي مرة أخرى في معركتهم ضد الارهاب ، لأنه معا فقط ستكون لديهم الفرصة لمكافحة الإرهاب الدولي ". أما صحيفة (نوبرغر ناخغيشتن) فتساءلت عما أسمته ب" العتمة التي أصابت بروكسل " مشيرة إلى أنه على المسئولين في أوروبا أن يتخذوا قرارات تتعلق بالتعاون الأوروبي في أقرب الآجال على أساس ألا تفشل مخابراتهم الوطنية في الداخل في حماية أوروبا. من جهتها ترى صحيفة (باديشه نويستن ناخغيشتن) ، أن هذا الهجوم كان متوقعا إلى حد ما إذ يمكن اعتباره بمثابة رد فعل مضاد للمتشددين على ضوء ما وقع في الأيام الأخيرة متسائلة عما يمكن القيام به لحماية المواطنين من هذا الارهاب الذي يبدو في قلب الغرب . أما صحيفة (لاندستسايتونغ) ، فترى أن اعتداءات بروكسيل سيجدها اليمينيون الشعبويون في ألمانيا المعارضون للاتحاد الأوروبي ، وأيضا المعارضون في بريطانيا الذين يأملون خروج بلادهم من الاتحاد ، مطية للدعوة إلى إغلاق حدود أوروبا التي استهدفها الإرهاب . و في إسبانيا كذلك، شكلت هجمات أمس الثلاثاء التي هزت العاصمة البلجيكية بروكسل مخلفة حوالي ثلاثين قتيلا ومئات الجرحى أبرز اهتمامات الصحف الصادرة اليوم. وهكذا كتبت (إلباييس) أن مجموعة "داعش" الإرهابية تبنت التفجيرات الثلاثة التي استهدفت المطار ومحطة مترو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، مشيرة إلى أن المتفجرات كانت مخبأة في أمتعة منفذي هذه الهجمات. من جهتها كتبت (إلموندو) أنه لا يوجد إسبان بين ضحايا هذه التفجيرات الإرهابية، مضيفة أن السلطات الإسبانية كانت قد أعلنت عن إصابة أربعة مواطنين إسبان تم نقلهم إلى المستشفى ببروكسل لتلقي العلاج. أما (لا راثون) فذكرت أن حكومة مدريد قررت الإبقاء على درجة التأهب ضد الإرهاب في مستوى 4 "عالي المخاطر"، وأوردت تصريح وزير الداخلية خورخي فرنانديز دياز، الذي أشار إلى تعزيز إجراءات الأمن في المطارات. وتحت عنوان "مجزرة ارهابية في قلب أوروبا"، كتبت (أ بي سي) أن الأجهزة الأمنية البلجيكية شنت حملة كبيرة لتحديد مكان شخصين كانا يرافقان منفذي هذه الهجمات، والقبض عليهما. وفي هولندا أيضا ، اهتمت الصحف بشكل واسع بالهجمات التي تعرضت لها بروكسل حيث كتبت صحيفة "دي فولكس كرانت" تحت عنوان "هجمات تضرب في قلب الاتحاد الأوروبي"، مشيرة الى أن يوم الرعب في بروكسل بدأ يوم الثلاثاء في الساعة 8 صباحا مع اول تفجير في مطار بروكسل، حيث وضعت ثلاث قنابل واحدة منها تم إبطال مفعولها من قبل قوات الأمن، فيما تمكنت الشرطة في وقت لاحق من تحييد حزام ناسف آخر. أما صحيفة " إن إر سي" فأشارت الى ان مئات من الاشخاص تجمعوا وسط بروكسل للتعبير عن تضامنهم مع الضحايا وأسرهم بعد الهجومات الدموية التي تبناها تنظيم داعش الارهابي مضيفة أن الحكومة الهولندية قررت تعزيز الاجراءات الامنية في المطارات والحدود الجنوبية تحسبا لأي طارئ. وقالت الصحيفة إن السلطات أبقت على نفس المستوى من التأهب في غياب، وفقا للمنسق الوطني لمكافحة الإرهاب، لاي مؤشر ملموس حول هجمات وشيكة. في إيطاليا، خصصت الصحف صفحاتها الأولى للهجومين الذين تعرضت لهما بروكسل حيث ذكرت صحيفة 'إل تيمبو " أن الإرهاب ضرب في قلب أوروبا مخلفا ما لا يقل عن 34 قتيلا وأكثر من 200 جريح. وأضافت الصحيفة أن الهجمات تبنتها داعش ، وأن الشرطة بصدد البحث عن أحد المشتبه بهم بعد أن قتل إرهابيين إثنين في انفجارات المطار. وكتبت صحيفة ' المساجيرو ' تحت عنوان "هجوم في قلب أوروبا" أنها كانت قد أعلنت يوم 14 مارس عن وشوك وقوع هجمات ضد مدينة أوروبية، مشيرة إلى أن التهديد يشمل أيضا مدنا إيطالية مثل روما وفلورنسا وميلانو. من جهتها ، أوردت " لا ريبوبليكا ''، أن إيطاليا رفعت حالة التأهب الامني خاصة في المواقع '' الحساسة ''، بما في ذلك مطار روما بعد هجمات بروكسل. في البرتغال ، ركزت الصحف كذلك على هجمات بروكسل حيث أبرزت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" أنه بعد أربعة أيام على اعتقال صلاح عبد السلام، المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس ، تطلق أوروبا حملة مطاردة جديدة في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية أمس الثلاثاء والتي أدت الى مقتل 31 شخصا على الاقل و جرح 200 أخرين . ونقلت الصحيفة عن المدعي العام البلجيكي "انه ما زال من المبكر إثبات وجود صلة بين الهجمات في باريس وتلك في بروكسل"، مشيرة ، مع ذلك ، الى ان العديد من المسؤولين البلجيكيين يعترفون، بصورة غير رسمية، بأن صلاح عبد السلام قد يكون متورطا في تفجيرات بروكسل. في بريطانيا، أولت الصحف اهتمامها بدورها لتفجيرات بروكسل ، حيث أشارت صحيفة "الغارديان" الى تحذير السلطات البريطانية لمواطنينها من السفر إلى بروكسل بعد الهجمات الدموية التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية. وأضافت ان "السلطات تنصح الآن بعدم السفر إلى بروكسل، كما تدعو الى إتباع تعليمات السلطات الأمنية البلجيكية"، وفق ما نقلته عن وزارة الشؤون الخارجية ، مشيرة إلى أن اثنين من البريطانيين أصيبا بجروح في تفجيرات بروكسل. وفي فرنسا، أكدت (ليبيراسيون) أن اعداءات بروكسل خلفت حزنا عميقا تقاسمه الفرنسيون والبلجيكيون، متسائلة إذا ما كان الإرهابيون يستهدفون أيضا أوروبا حيث أن محطة ميترو الأنفاق (مالبيك) توجد على مقربة من البرلمان الأوروبي. أما (لوفيغارو)، فقد اعتبرت أنه باستهداف بروكسل يكون الإرهابيون قد وسعوا مخطط هجوم بدأ في 2015. من جانبها، اهتمت (لوموند) بالانتخابات الرئاسية الفرنسية في 2017، مشيرة إلى أن جميع المرشحين لهذه الانتخابات في 2012 سيخوضون غمار هذه الانتخابات، وأن الدور الأول للانتخابات حق مشروع لجميع التيارات السياسية. في فنلندا، كتبت صحيفة (هلسنكن سانومات) أن أوروبا في حالة صدمة بعد هجمات بروكسل التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي "داعش" وأدت إلى مقتل حوالي 34 شخصا وإصابة 200 آخرين بجروح. واعتبرت الصحيفة أنه بتفجير قنابل في قلب العاصمة بروكسل وفي الحي الأوروبي، لم يضرب إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي "داعش" عشوائيا، بل إنهم تعمدوا استهداف الاتحاد الأوروبي، وبالتالي القارة بأكملها. وحسب اليومية، واسعة الانتشار، فإن العاصمة البلجيكية استهدفت في مرافقها الدولية، وهي المطار ومحطة المترو بالحي الأوروبي، وذلك على مقربة من أماكن تابعة للاتحاد الأوروبي. وشددت على أنه في هذه الحرب ضد الإرهاب، لا يمكن أن يكون الجواب سوى جماعيا من خلال توفير وسائل للتفكير العميق وتفكيك الأسباب التي أدت إلى مثل هذا التطرف القاتل، معبرة عن الأسف لكون الطبقة السياسية الأوروبية تقوم بردود سطحية ورمزية. ولاحظت الصحيفة أنه على الرغم من تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع البلدان الأوروبية، فإن ذلك لا يمنع من خطر وقوع هجمات إرهابية، مشيرة إلى أن "يوروبول" تقدر عدد الإرهابيين الذين يتحركون بحرية في أوروبا بنحو 5000 شخص. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) النرويجية إلى أن هذا النوع من الإرهاب ليست له أهداف قصيرة المدى، مضيفة أن العمليات الإرهابية التي وقعت أمس في بلجيكا خلقت هلعا في العاصمة بروكسل. ونقلت عن أحد الخبراء تأكيده أنه قبل الهجوم الإرهابي في باريس كانت الأعمال الإرهابية تستهدف مؤسسات بعينها سواء حكومية أو إعلامية، لكنها أصبحت حاليا تستهدف المدنيين. واعتبر أن هذه العمليات الإرهابية تؤثر على المدنيين وتهدف إلى إشاعة الخوف، متوقعا أن تستمر مثل هذه الهجمات في المستقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن هجوم أمس يأتي في وقت تنفس فيه سكان بروكسل الصعداء بعد إلقاء القبض على أحد المشتبه فيهم بارتكاب هجمات باريس خلال الأسبوع الماضي. على صعيد آخر، في السويد، اعتبرت صحيفة (داغنس نيهيتر) أن الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى هافانا تهدف إلى تسريع عملية المصالحة بين الولايات المتحدةوكوبا. وقالت الصحيفة إن دبلوماسية بدون أهداف واضحة، كما تمارس مع كوبا، هي جزء من منهج أوباما مثل تحفظه من أي تدخل عسكري. وحسب كاتب المقال، فإن خطر الانهيار الاقتصادي هو الذي دفع راؤول كاسترو، الذي أعلن أنه يعتزم التنحي من رئاسة البلاد في سنة 2018، إلى تحويل انتباهه إلى الولايات المتحدة. واعتبرت الصحيفة أنه من المنتظر أن "يعزز الانفتاح التجاري موقع الطبقة المتوسطة ويساهم في إضعاف الديكتاتورية"، مشددة على ضرورة تقديم الدعم للديمقراطيين في البلاد من أجل إحداث التغيير.