تمر العديد من العائلات المغربية المقيمة بكندا بظروف صعبة تهوي بها في جب الفقر والحاجة، فلا تجد سندا تعول عليه غير مساعدات الدولة التي تتطلب المرور عبر مساطر إدارية دقيقة. آخر مثال جاء على لسان فاعلة جمعوية، يتعلق بسيدة أصيبت بالسرطان، فاختفى عنها زوجها، تاركا إياها تصارع المرض، وتتحمل عبئ تربية الأبناء، ومستلزمات الحياة التي لا تقوى على توفيرها. ولمد يد العون لهاته الفئة المعوزة من مغاربة كندا، رأى النور، بمونتريال، مشروع "جذور"، المخصص لدعم الأسر من أصل مغربي في وضعية صعبة في كيبيك، وذلك بحضور عدة شخصيات، تتقدمهم القنصل العام للمغرب بمونتريال، حبيبة الزموري، والنائبة الليبرالية والمساعدة البرلمانية لوزير الصحة والخدمات الاجتماعية بكيبيك، ماري مونبوتي، وعدد من أعضاء الجالية المغربية. المشروع الذي جاء بمبادرة من منظمة "روبير" يروم، أساسا، دعم الأسر من أصل مغربي في وضعية صعبة بمجتمع الاستقبال، وذلك بالنظر إلى المشاكل المختلفة والعديد من التحديات التي تواجهها، وهي المشاكل التي أثيرت من قبل العديد من الفاعلين والمهنيين الذين اشتغلوا مباشرة مع أعضاء الجالية المغربية. وبحسب محمد برهون، المدير العام لمنظمة "روبر" التي تعنى بالجالية، فإن مشروع "جذور" يهدف، في المقام الأول، إلى تعزيز وحدة الأسرة من خلال دعم المصالحة والتواصل داخلها، والحد من عوامل الخطر الذي يهدد تماسكها. برهون أوضح، في حوار خص به جريدة هسبريس، أن "المشروع يهدف إلى دعم الآباء والأمهات الذين لهم أطفال في وضعية صعبة، وذلك من خلال تزويدهم بالوسائل اللازمة لمعالجة القضايا النفسية والاجتماعية، مع مواكبة وتقديم الدعم للآباء، وإقامة علاقة ثقة بين أولياء الأمور والمؤسسات الصحية، ومصالح الخدمات الاجتماعية في كيبيك". وأضاف محمد برهون أن مشروع "جذور" يروم مساعدة الأسر من أصل مغربي على فهم أفضل للمجتمع الكيبيكي، ومعرفة حقوقها وواجباتها تجاه المجتمع المضيف، مع تطوير مهاراتها الاجتماعية وتحسين مؤهلات أفرادها المهنية. ووفق المسؤول الجمعوي، فإن المشروع يطمح، أيضا، إلى إنشاء نموذج للتواصل والتوعية والوقاية والتدخل الفعال، من خلال تضافر جهود جميع المهنيين العاملين في المشروع لتجنب حالات الانفصال والتفكك الأسري، بالإضافة إلى مساعدة أفراد كل أسرة لإعادة بناء الهوية الفردية والعائلية والتمتع بعناصر الدعم والاندماج والتنمية المتاحة لهم في المجتمع المضيف. وأشار برهون إلى أنه إلى جانب خدمة المصالحة والمواكبة والدعم النفسي والاجتماعي وتنظيم دورات قانونية المقدمة في إطار هذا المشروع، فإن "جذور" يسعى لأن يكون مجالا للتفاعل ولتبادل الخبرات، حيث ستنظم ورشات عمل ومحاضرات للتحسيس بالقضايا الاجتماعية في المجتمع الكيبيكي من أجل كسر العزلة التي تعيشها بعض العائلات وتوثيق عرى التواصل مع الآخرين. من جانبها، نوهت القنصل العام للمغرب بمونتريال، حبيبة الزموري، بهذه المبادرة الاجتماعية التي تلبي في الصميم إحدى الانشغالات الرئيسية للأسر المغربية المقيمة في كيبيك، مضيفة أن هذا المشروع سيشكل فضاء حقيقيا للتبادل والتواصل من أجل تحسين الظروف المعيشية اليومية، ومساعدة الأسر الأكثر هشاشة بالمجتمع المضيف. وبعدما أعربت عن دعم القنصلية العامة للمملكة لمثل هذا العمل الاجتماعي، ذكرت الزموري بأن نجاح مثل هذا المشروع يتطلب الالتزام الجماعي وتعبئة مستمرة لتحقيق القيم التي يحملها المشروع، والتي تتشارك فيها الأسر المغربية والمجتمع الكيبيكي المضيف، والمبنية على الانفتاح والرفاهية والعيش المشترك.