اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة بالحملة الأمنية التي تخوضها السلطات البحرينية من أجل اجتثات جذور الإرهاب، وتطورات الأوضاع في تركيا بعد الكشف عن المحاولة الإنقلابية ، والسياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلا عن حلول الذكرى 64 لثورة يوليوز المصرية . ففي مصر تناولت صحيفة "الأهرام " الكلمة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الشعب المصري بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لثورة يوليوز 1952، والتي قال فيها إن "تلك الثورة مثلت نقطة تحول رئيسية في تاريخ مصر المعاصر، وجاءت تعبيرا عن آمال وطموحات المصريين فى الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية، وكانت نموذجا للسعى نحو حياة أفضل عبر مسيرة طويلة من العمل والنضال الوطني". ونشرت صحيفة " الاخبار "، من جهتها، عمودا للكاتب الصحفي جلال دويدار، تناول فيه ترشيح مصر للدبلوماسية والوزيرة السابقة مشيرة خطاب لمنصب المديرة العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم " اليونيسكو". وقال الكاتب إن هذا الترشيح يعكس إحساس مصر "بجدارتها لقيادة هذه المنظمة الثقافية العالمية" ،مشيرا إلى أن الرئيس السيسي طرح اسمها ومساندتها في لقاءاته مع القادة الأفارقة في قمتهم التي عقدت في العاصمة الرواندية كيجالي قبل أيام قليلة. وذكر بأن سعي مصر لتولي هذا المنصب "قد واجه في مرات سابقة مناورات وتدخلات لا علاقة لها بالمؤهلات التي يجب توافرها للقيام بهذه المسؤولية" ، وآخرها ترشيح فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الذي فقد الحصول علي هذا المنصب بأغلبية ضئيلة" ،معربا عن أمله في ألا يتكرر ما حدث من قبل. ومن جهتها أبرزت صحيفة " الوفد " أن "موجة غلاء قادمة والحكومة عاجزة " بعد صعود سعر الدولار إلى 12 جنيها مصريا في الأسواق الموازية ، بينما نقلت صحيفة " الجمهورية " عن تقرير للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر قوله إن " مفاجأة المواطنين بالمنع من السفر غير دستورية". وأجمعت الصحف المصرية على نقل تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد تعقيبا على ما أدلى به الرئيس التركي في حوار مع قناة "الجزيرة"، بخصوص مصر ، حيث قال المتحدث إنه "من ضمن أكثر الأمور التي تختلط على الرئيس التركي، القدرة علي التمييز بين ثورة شعبية مكتملة الأركان، خرج فيها أكثر من ثلاثين مليون مصري طالبوا بدعم القوات المسلحة، وبين انقلابات عسكرية بالمفهوم المتعارف عليه". وفي البحرين، قالت صحيفة (البلاد) إن الضربات الأمنية المعتادة ضد الإرهابيين توضح بجلاء ما يبذل من جهد وطني كبير لأجل رفع قدرات العناصر الأمنية، وتكشف أيضا عن صنف "شرير" من الناس سرح بأوهامه وشطح بأحلامه لدرجة أنه يظن أنه قادر على النيل من هذا الوطن، فدفعته هذه الأحلام والأوهام إلى تجميع الأسلحة وتخزين المعدات والأدوات اللازمة، والتي يعتقد أنها ستقربه من تحقيق حلمه وحلم من يتربص بهذا الوطن. وتساءل رئيس تحرير الصحيفة، في مقال حول إعلان السلطات عن ضبط إرهابيين وأسلحة وكميات من الأدوات التي تدخل في تصنيع العبوات المتفجرة، "لمحاربة من يتدرب هؤلاء ويخططون؟"، داعيا "من أبدوا قلقهم وتباكوا من الجهات الرسمية أو ما تسمى بالحقوقية في أمريكا وبريطانيا من الإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين للحفاظ على أمنها واستقرارها أن يروا حجم التدريب والتسليح لدى الإرهابيين في البحرين (..)". ومن جهتها، أوضحت صحيفة (أخبار الخليج) أنه مع قرار المؤسسة القضائية بحل جمعية (الوفاق)، صدرت إشارات وتصريحات عديدة، في الداخل والخارج، بأن هذا القرار سيؤدي إلى زيادة العمل السري، في إشارة واضحة إلى مضاعفة اللجوء إلى العنف والإرهاب، مؤكدة أن التهديد والتلويح ب"فزاعة العمل السري" ونتائجه المحتملة في زيادة أعمال العنف والإرهاب، "أسلوب قديم عفا عليه الزمن (..)". وشددت الصحيفة على أن "فزاعة" العمل السري لن تفلح، لأنها "موجودة أصلا ولم تحقق أهدافها وغاياتها، ولأن دولة المؤسسات والقانون في مملكة البحرين، وبعد ما مرت به من أحداث، وما استفادت منه من دروس، خرجت أكثر تماسكا وصلابة وقوة، وهي قادرة على المضي قدما في مسيرتها، وأبوابها لا تزال مفتوحة لمن أراد أن يلتحق بركبها، وفق نهج المشروع الإصلاحي وميثاق العمل الوطني والدستور والقانون والوحدة الوطنية والولاء للوطن وقيادته وشعبه فقط". وبالأردن، وفي مقال بعنوان "هل تغيرت إسرائيل؟"، كتبت صحيفة (الرأي)، أن حكومة "نتنياهو"، رئيس الوزراء الإسرائيلي، هي أشد الحكومات التي عرفتها إسرائيل يمينية ، تضم الأحزاب والجماعات المتطرفة، وتسعى إلى قيام إسرائيل الكبرى. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك استقطابا شديدا في إسرائيل اليوم بين مدرستين، واحدة ديمقراطية ليبرالية تؤيد حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مجردة من السلاح، والثانية صهيونية متطرفة، يمكن اعتبارها فاشية، وتستهدف قيام إسرائيل الكبرى. وأضافت أن هناك مدرسة عربية لا تعترف بهذا الاستقطاب السياسي والعقائدي في إسرائيل، وترى أن لا فرق في الواقع بين المعتدلين والمتطرفين إلا من حيث أسلوب التعبير، وأن المعتدلين ربما يكونون أشد خطورة من حيث قدرتهم على استقطاب الدعم الدولي في حين أن المتطرفين يظهرون إسرائيل على حقيقتها. من جهتها، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "الانقلاب الثاني.. تركيا على الطريق الخطأ"، أن انقلاب الضباط فشل فشلا ذريعا، وانتصر الشعب التركي لديمقراطيته "الفاعلة"، وتوحد الأتراك، سلطة ومعارضة، إسلاميون وعلمانيون، في وجه "حكم العسكر"، وكل هذا يندرج في عداد "الأخبار السارة"، لكن – تضيف الصحيفة – "نشهد، ومنذ هدأت مدافع الانقلابيين، على انقلاب ثان، يقوده الرئيس وبعض أركان حزبه ونظامه، بصورة منهجية ومنظمة، تسعى في تصفية الخصوم وتجفيف منابعهم" . وأكدت الصحيفة أن تركيا بعد المحاولة الانقلابية، لن تعود إلى ما كانت عليه قبلها، مشيرة إلى أن تركيا بعد أشهر ثلاثة من "الطوارئ" بالكاد "سنتعرف عليها.. لكن يبقى الأمل في ألا يفقد الشعب التركي بقواه ومؤسساته المختلفة، القدرة على مقاومة "الاستبداد" مثلما أظهر قوة وصلابة ووحدة في مواجهة الانقلاب وحكم العسكر. أما صحيفة (الغد)، فكتبت بدورها، تحت عنوان "أردوغان ونزعة الاجتثاث"، أنه بعد فشل عملية الانقلاب العسكري في تركيا، يثار التساؤل عما إذا كان ما جرى قبل أسبوع قد قوى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أم أضعفه؟. وذكرت الصحيفة أن تركيا انتصرت للحكومة الشرعية لكنها على مفترق طرق، "صعود نفوذ السلطان والحزبية الضيقة ونزعة الانتقام"، أم "صعود الاحترافية المؤسسية وترميم النموذج الديمقراطي". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن اسرائيل لم تعد تأبه لسمعة كاذبة عن كونها واحة الديمقراطية، فقد أرهقتها كلفة الاحتلال المعنوي عالميا. وأشارت الصحيفة، إلى أن الكيان الذي لم يحقق نجاحات على الصعيد الدولي في وأد الحملة العالمية لمقاطعته خصوصا في البلدان الغربية، يحاول أن يئد كل نقد له في الساحة الداخلية، موضحة أن هجمته لكم الأفواه في داخله تأخذ محورين، أحدهما ضد العرب، والآخر ضد اليهود الذين يرون أن سياساته حمقاء تضر باليهود جميعا. واعتبرت (الخليج)، أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة لا تفصح إلا عن تخبط لدى مسؤولين لا يعرفون كيف يمكنهم لفت نظر العالم عن إجرامهم، وكيف يستطيعون إيقاف حملات المقاطعة المتزايدة ضد سياساتهم. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن قرار دولة الكويت بتحديد 15 يوم كحد أقصى للمشاورات اليمنية التي تستضيفها، أتى بالغ الحكمة وقاطعا الطريق على كل تسويف أو تلاعب بالوقت يمتهنه وفد مليشيات الحوثي والمخلوع، بعد استئناف الجولة الثانية عقب جولة سابقة استمرت شهرين كانت نتيجتها "لا شيء"، جراء الأسلوب الذي اتبعه الانقلابيون ومحاولاتهم تمرير بنود أبعد ما تكون عن الحل الواجب وتخالف الأسس التي انطلقت عليها المشاورات والمتمثلة بتطبيق القرار رقم 2216 . أما صحيفة (البيان)، فأشارت في افتتاحيتها، إلى أن الحراك الديبلوماسي الخليجي المكثف حول التعاون والشراكات الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، الذي شهدته بروكسيل خلال الأيام الماضية، يعكس بوضوح مدى مصداقية السياسة الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي ومدى ثقة الدول الأخرى بالتعامل معها، وخاصة الدول الكبرى، وذلك لوضوح وشفافية سياسة دول مجلس التعاون القائمة على احترام مبادئ القانون الدولي واحترام سيادة جميع الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والتمسك باحترام حقوق الإنسان وحماية الأقليات، والالتزام بحل الصراعات بين الدول بالطرق السياسية والسلمية. وأوضحت أن هذه الاجتماعات واللقاءات تأتي في ظل ظروف صعبة تشهدها المنطقة، وتعاني فيها دول مثل اليمن وسوريا والعراق من تدخلات إيران ومن تنامي ظاهرة الإرهاب التي تشكل تحديا مشتركا يتطلب تعاونا دوليا وتوحيدا للجهود، وهو ما أكدت عليه دولة الإمارات مرارا وتكرارا في سياستها الخارجية وفي استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب. وبلبنان، تحدثت (الجمهورية) عن تصاعد الاهتمام بالوضع الأمني بعد وصول السفيرة الأميركية الجديدة الأسبوع الماضي، إليزابيت ريتشارد، التي، "بشرت " وفق الصحيفة، بدعم أميركي جديد للجيش والقوى الأمنية لمكافحة الإرهاب الذي بدأ يتحرك في مخيم اللاجئين الفلسطينيين (عين الحلوة) وربما في مناطق أخرى. ونقلت الصحيفة عن مراقبين تأكيدهم أنه وانطلاقا من تصريحات السفيرة الجديدة فإن الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الغربية كانت ولا تزال تعتبر الحفاظ على الاستقرار في لبنان "الأولوية المطلقة"، وذلك قبل الانتقال إلى معالجة الاستحقاقات الأخرى، ومنها الاستحقاق الرئاسي. وفي سياق آخر، تطرقت (الأخبار) الى رسالة قالت إنها "إيجابية" بعثها (حزب الله) الى حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامه، وذلك بعد التوتر الذي ساد العلاقة بينهما. وهي رسالة تأتي بعدما ساهم الأخير، "في لجم بعض المصارف التي ذهبت بعيدا في تطبيق قانون العقوبات الأميركية" على الحزب. وذكرت الصحيفة بأن التوتر وصل بين الحزب والمصرف المركزي، قبل نحو شهرين، إلى "ذروته" على خلفية تصريحات للأخير، وطريقة تطبيق العقوبات الأميركية على (حزب الله) من قبل بعض المصارف اللبنانية. أما (السفير) فاهتمت بأزمة الكهرباء، التي يعاني منها البلد والتي تستفحل خلال فصل الصيف، مشيرة الى أن "الوضع مزر(...) كل القطاعات ينخرها الفساد (...)" معتبرة أن لا آمال يعيش عليها اللبنانيون، سوى المساعي المحلية التي تجري في أكثر من منطقة للخروج من "شرنقة مؤسسة كهرباء لبنان، باتجاه حلول مستقلة شبيهة بتجربة" بعض المناطق التي تعتمد على وسائلها الذاتية في تأمين الكهرباء . وعلقت بالقول إن كل المؤشرات تفيد أن التغذية ب "التيار الكهربائي" لا يمكن أن ترتفع أكثر من ساعتين يوميا في أفضل الحالات، وهو ما يعني أن الأزمة لن تنتهي في القريب العاجل وأن اللبنانيين سيضطرون إلى التعايش مع المزيد من العتمة".