أثارت قضية حليمة ذات العشرين ربيعا في مدينة الخميسات تعاطفا كبيرا من الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة؛ حيث تعيش الشابة الحاملة للتثلث الصبغي 21 وضعية مزرية في أزقة المدينة. حليمة تعاني منذ مدة، بحسب معطيات خاصة توصلت بها هسبريس، من التشرد والاغتصاب الجماعي من طرف متشردين بالمدينة يستغلون وضعية إعاقتها الذهنية العميقة في استغلالها جنسيا. وتروي سميرة، مهاجرة مغربية مقيمة بالديار الفرنسية، أنها صدمت بتواجد حليمة في شوارع الخميسات على هذه الحالة المزرية وهي تعاني من إعاقة ذهنية عميقة، دون إلحاقها من طرف السلطات بأحد الملاجئ أو المراكز الخاصة بذوي الإعاقة. وفي تصريح لهسبريس، أشارت المتحدثة إلى أنها جاءت إلى مسقط رأسها لقضاء العطلة الصيفية، إلا أنها ذهلت لحال شابة تعيش التشرد وهي في وضعية إعاقة، وأضافت أن آثار العنف الجنسي بادية على جسد حليمة، "ما دفعني إلى التوجه بها مباشرة إلى المستشفى الإقليمي لأفاجأ بأنها تتردد على المستشفى المذكور ولها سرير خاص، ولكن بعض المتشردين يأتون لأخذها إلى الغابة ليلا دون مراقبة من المسؤولين"، بحسب قولها. وتضيف سميرة أنها ظلت تبحث عن حليمة مدة يومين إلى أن وجدتها في المستشفى صبيحة الاثنين، مؤكدة أن حالتها الصحية صعبة وتحتاج إلى مراقبة طبية ونفسية، وناشدت السلطات والجمعيات ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حليمة من التشرد والاستغلال الجنسي. وتناقل فاعلون جمعويون قضية حليمة على "فيسبوك"؛ حيث كتب عبد الرحمن المدني، عضو اتحاد الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة في جهة الرباط- القنيطرة، تدوينة أكد فيها ما تعيشه حليمة، واصفا وضعيتها بالكارثية، وناشد المسؤولين بمدية الخميسات، عبر اتصال بجريدة هسبريس، التدخل العاجل. المدني أورد لهسبريس أنه تلقى اتصالا من مواطن مغربي من الديار الفرنسية يخبره بقضية حليمة ذات إعاقة التثلث الصبغي، ويفيده بأنها تقع باستمرار ضحية للاغتصاب الجماعي، وأنها حملت مرات عدة وانتهت بمستشفى الخميسات، لتستسلم للشارع، على حد وصف المدني. وأكد المتحدث ذاته أن اتصالات أجريت، وتجري، مع العديد من المتدخلين الإقليميين قصد إنهاء معاناة حليمة لكنها، إلى حدود الساعة، باءت بالفشل، ومنها "اتصالنا بالخيرية الإسلامية لكن دون إجابة واضحة؛ إذ أخبرونا بوجود لوائح انتظار طويلة، وبالتالي لا يمكنهم استقبال حليمة".