في ظلّ الركود الذي يشهده القطاع السياحي بمدينة أكادير، أعلنَ تجّار منتوجات الصناعة التقليدية بوسط المدينة والمدار السياحي عن خوضِ تعبير احتجاجي؛ وذلك بحمْل الشارات الحمراء، ابتداء من اليوم الثلاثاء وإلى غاية بعد غد الخميس، احتجاجا على تدهْوُر وضعية القطاع وعدم استجابة سلطات المدينة لمطالبهم. الجمعية المهنية لتجّار منتوجات الصناعة التقليدية بأكادير أصدرت بلاغا أكّدتْ فيه أنَّ بعْض التجّار أغلقوا محلّاتهم بسبب الركود التجاري، في حينِ أنَّ الإغلاقَ يهدّد باقي التجار، حسب ما جاء في البيان؛ بيْنما قالَ مسؤول بالجمعية لهسبريس "إنَّ حمْل الشارة الحمراء ليس سوى إنذار أوّلي، ونحن عازمون على خوْض أشكال نضالية أخرى". وأضاف المتحدّث أنَّ تجّار منتوجات الصناعة التقليدية بوسط المدينة والمدار السياحي لأكادير يتداولون في الخُطوة التي سيُقْدمونها عليها في غضون الأيام المقبلة، في حال عدم استجابة سلطات المدينة لمطالبهم، موضحا أنَّ بعض التجّار يدفعون في اتجاه إغلاق محلّاتهم لعشرين أو ثلاثين يوما، في انتظار ردّ فعل السلطات. وكانَ مكتبُ الجمعية الممثلة للتجار المتضررين، والذين يزيد عددهم على مائتيْ تاجر، قد اجتمع مع الوالي زينب العدوي. وقال البلاغ، الذي أصدرته الجمعية، إنَّ التجار "استبشروا خيرا من سيادتها"، وأنّها أعطتْ أوامرَها إلى رئيس المنطقة الحضرية للتواصل معهم والاستماع إلى المشاكل التي يعاني منها التجار وإيجاد حلول لها. ولمْ يُفْض اللقاء، الذي جمعَ ممثلي التجار مع رئيس المنطقة الحضرية، بناء على أمر الوالي، إلى أيّ نتيجة؛ لأن "الحلول التي اقترحها سيادته بعيدة كلَّ البُعد عن عمّا كان يتوخّاه تجّار جمعيتنا"، حسب ماء جاء في البيان، بينما وصفَ المصدر الذي تحدّث إلى هسبريس الحلول التي قدّمها رئيس المنطقة الحضرية ب"غير الواقعية". وأوضحَ المتحدّث أنَّ المسؤولَ الذي اجتمع معهم طلبَ منهم ابتكارَ طُرُق جديدة للترويج لمنتوجاتهم، من قبيل الدعاية لها على شبكة الأنترنيت، مضيفا "المشاكل العويصة التي نتخبّط فيها لا تتعلّق بعدم كفاية الدعاية؛ بلْ إنَّها قائمة على أنّنا نعاني حصارا شديدا، تطوّقنا به أطراف عدّة، تمنعُ السياح من الوصول إلى متاجرنا، وتجرّهم إلى أماكنَ أخرى". وفي هذا الإطار، قال بلاغ الجمعية المهنية لتجّار منتوجات الصناعة التقليدية بأكادير إنّ بعض أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة والسيارات السياحية "يتواطؤون مع مُرشدي وكالات الأسفار ومستخدمي الاستقبالات بالفنادق"، كمَا يشتكي التجار المتضررون من الأسواق المُقامة داخل الفنادق، والتي تروج المنتوجات التقليدية نفسها التي يبيعها التجار المهنيون المتضررون. وعلى الرّغم من أنّ تجار منتوجات الصناعة التقليدية بأكادير سبقَ أن خاضوا أشكالا احتجاجا وراسلوا الجهات المعنيّة، فإنَّ مطالبَهم ما زالتْ عالقة، "ولمْ يتغيّر شيء"، حسب عضو الجمعية الممثلة للتجار الذي تحدث إلى هسبريس. ومن بيْن هذه المطالب إيجاد حلّ لمشكل الباعة المتجوّلين والقارّين، الذين يعرضون بضاعتهم أمام متاجر التجار المتضررين، وفي أهمّ المسالك المؤدّية إليها. وصاغَ التجّار بيانهم بلغة تقطر "يأسا"، وتحملُ بين طيّاتها تلويحا بتصعيد احتجاجهم؛ فبعد أنّ أكّدوا أنّ حالة قطاعهم "أضحتْ ميؤسا منها، ولا تزيد إلا في انهيار القطاع، جراء التهميش الذي يعانون منه والديون المتراكمة عليهم من كراء وضرائب.."، أعلنوا أنهم "عازمون ومستعدون لسَلك جميع الطرق النضالية والقانونية التي يضمنها لهم دستور المملكة". ولمْ يُحدّد بلاغ الجمعية المهنية لتجار منتوجات الصناعة التقليدية بأكادير الخَطوات التي سيتخذونها في حال عدم الاستجابة بمطالبهم} لكنَّ المصدر الذي تحدّث لهسبريس قالَ إنّ التجار قدْ يلجؤون إلى "إغلاق محلّاتهم إلى أنْ تُحلَّ جميع المشاكل التي نتخبّط فيها".