يعيش المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة، منذ الاثنين، على إيقاع غليان بسبب احتجاج عشرات المستخدمين المتعاقدين مع شركة المناولة TRESO، التي فازت بصفقة تدبير خدمات المساعدة في العلاج Aides soignantes بالمركز الاستشفائي، ضدَّ طردهم من لدن إدارة الشركة. ودخلَ المحتجّون، منذ أول أمس، في اعتصام مفتوح ببهو المركز الاستشفائي الجامعي بوجدة، كما خاضوا وقفة احتجاجية أمام مبنى الولاية. وترجع أسباب الاحتجاج، حسبَ إحدى المستخدمات، إلى إقدام الشركة على طرْد 60 مستخدمة ومستخدما، بمن فيهم الذين يتوفرون على عقود عمل، دونَ تعليل قرارات الطرد. وحسب إفادة المصدر ذاته، فإنَّ شركة المناولة TRESO، التي تشغّل المستخدمين بعقود موقعة مع الوكالة الوطنية للتشغيل وإنعاش الكفاءات ANAPEC تمتدّ لسنتيْن، لا تصرّح بالمستخدمين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي؛ وهو ما أكدته جهاد بوحاميدي، الكاتبة العامة للمكتب المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة. "الشركة تستغلُّ مستخدميها بشكل بشع يذكرنا بمراحلَ من التاريخ يغيب فيها القانون"، تقول بوحاميدي، مضيفة "المستخدمون محرومون من الحدّ الأدنى للأجر، ولا يتمّ التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومَن رفَع منهم صوته للمطالبة بحقّه تُشهَرُ في وجهه ورقة الطرد؛ ليسود في وسطهم الخوف، فلا يقدمون على أيّ احتجاج". مصدرٌ آخرُ من المستخدمين قالَ لهسبريس إنَّ شركة المناولة تستقدمُ متدرّبين "Les stagiaires"، "ونحنُ من يقوم بتدريبهم، ويشتغلون مجّانا لمدة قبل أن يُستغنى عنهم بدورهم"، بحسب تعبيره، مضيفا "الشركة تلجأ إلى حيلة استقدام متدرّبين والاستعانة بخدماتهم حتى لا تُوفيَ بحقوق المستخدمين الذين يتوفرون على عقود عمل، وتربح في الآن ذاته يداً عاملة تشتغل بالمجان". ورفع المستخدمون، وأغلبهم مساعدون في العلاج ومضيفات الاستقبال وكذا الكاتبات والسائقون، خلال الوقفة الاحتجاجية التي خاضوها بباحة المركز الاستشفائي الجامعي وأمام مبنى الولاية، شعارات طالبوا فيها ب"تسوية وضعيتهم وأخذ حقوقهم كاملة"، واصفين القرار الذي استهدفَ المطرودين منهم ب"التعسفي"، داعين إلى إرجاعهم إلى مناصبهم. ودخلَ المستخدمون المحتجّون في اعتصام مفتوح أعلنوا أنه سيستمرّ إلى حين إرجاع العمّال المطرودين، وتسوية وضعيتهم. وسبق لبعض المستخدمات أن عقدن لقاء مع مفتش الشغل، وقام باستدعاء ممثل شركة المناولة؛ "لكنه أغلق هاتفه واختفى"، حسب إفادة جهاد بوحاميدي، مشيرة إلى أنَّ ما يتعرّض له مستخدمو شركة TRESO "يتمّ تحت أعين إدارة المركز الاستشفائي، دون أن تحرّك ساكنا". وفي حين تعذّر الاتصال بمسؤولي الشركة، بعد الاتصال أكثر من مرة بممثلها في المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، وترْك رسالة نصية له، دون أن يبادر إلى الردّ، رفض مدير المركز الاستشفائي التعليق على الاتهامات الموجّهة إلى الشركة من لدن المستخدمين، باعتباره الساهر على تطبيق ما ينصّ عليه دفتر التحمّلات، عبر الهاتف، قائلا: "هناك تفاصيل يجب توضيحها؛ ولكن ليس عبر الهاتف".