قال مصطفى الشكدالي، المختص في علم النفس الاجتماعي، إن تشغيل الأشخاص في وضعية هشاشة في المقاولات يعتبر رأسمالٍ رمزيا للمقاولة نفسها، ويمنحها "علامة تجارية" مميزة كمقاولة "مُواطِنة". وأضاف الشكدالي، في لقاءٍ همَّ مناقشة الإدماج المهني للشباب في وضعية هشاشة بطنجة، مساء الأربعاء بالمدينة نفسها، أن مشكل الإدمان يلامس كل فعاليات المجتمع، ومعالجته تدخل في إطار منظومة متكاملة، تعتبر المقاولات إحدى حلقاتها الهامة جدّا. واعتبر المتحدث ذاته أن إيجاد عملٍ بالنسبة لشخص تخلص من الإدمان، أو في طور العلاج، إضافة إلى كونه ذا أثر مادّي عليه، فإنه يمنحه دعما نفسيا قويا جدا عندما يجد نفسه منتجا وذا فائدة في المجتمع. واستغرب الشكدالي كيف لم تفكر إحدى المقاولات بمدينة طنجة، على كثرتها، في تشييد مركز استقبال للأطفال المشردين أو في وضعية هشاشة، مستحضرا شدة البرد التي تعيشها المدينة حاليا، ومعتبرا أن عملا كهذا سيمنح قيمة كبيرة جدا للشركة أو المقاولة التي ستقدم عليه. من جانبها، أفادت "كلير طريشو"، ممثلة جمعية "كاسال ديل إنفانت" الإسبانية العاملة في المغرب، بأن برنامج "إدماج"، الذي يدعمه بنك "لاكايشا" الإسباني، نجح في إدماج 30% من الأشخاص في وضعية هشاشة، بينهم 19% كانوا مدمنين سابقا. إلى ذلك، قالت "شعبية بلبزاوي"، ممثلة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن الاتحاد انخرط في مقاربة إدماج من خلال تكوينات، بالتعاون مع مؤسسات التشغيل الوطنية، مشيرة إلى استهداف الشباب في وضعية هشاشة، بمن فيهم الحاصلون على دبلومات العاجزون عن العثور عن عمل. وحثت المتحدثة ذاتها على ضرورة تكوين هذه الشريحة من الأشخاص كي تستفيد المقاولة فعلا من إدماجهم، باعتبار أن المقاربة في مجملها ليست عملا خيريا، ولأن هدف المقاولة في الأخير هو الربح بالدرجة الأولى. يذكر أن اللقاء نظم بشراكة مع جمعية حسنونة لمساندة متعاطي المخدرات، التي نشأت سنة 2006 بطنجة، "للدفاع عن حقوق متعاطي المخدرات ومساندتهم في الإقلاع عن الإدمان واندماجهم اجتماعيا واقتصاديا". ومنذ انضمامها سنة 2010 إلى شبكة "إدماج"، عملت جمعية حسنونة على إدماج 170 شخصا في مختلف المجالات، بفضل دعم مجموعة من المقاولات المواطنة.