تحتضن ساحة السراغنة بالدارالبيضاء، ابتداء من فاتح أبريل الجاري وإلى غاية الثلاثين منه، فعاليات الدورة العاشرة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل، بمشاركة كتبيين من مختلف المدن المغربية وتحت شعار "ثقافات المغرب الإفريقي". يوسف بورا، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين المنظمة للتظاهرة، أبرز أن "الكتبيين يسهمون في نشر المعرفة بأقل التكاليف، بشهادة عدد من الباحثين الذين عثروا على ضالتهم المعرفية والأدبية في كتب اقتنوها من بائعي الكتب القديمة بأثمان زهيدة، لا تتجاوز درهمين للكتاب الواحد"، مضيفا أن "المغرب يعد البلد الأول السباق إلى تنظيم هذه التظاهرة على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط؛ وذلك صونا للذاكرة الثقافية، ودعما لانتشار القراءة في الأوساط ذات الدخل المحدود". "بالرغم من الصعوبات المادية والتنظيمية التي تفرضها شروط تنظيم هذه التظاهرة، فإنها أصبحت موعدا لا غنى عنه، وأضحت تأخذ منعطفا آخر وإشعاعا محليا ووطنيا، بالنظر إلى الإقبال عليها في السنوات الأخيرة"، يقول يوسف بورا، الذي يشرف على إدارة المعرض باعتباره رئيسا للجمعية المنظمة. وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المعرض صار ركنا ثابتا ضمن خريطة معارض الكتاب الوطنية، بالرغم من العراقيل المادية والإدارية التي اعترضته منذ نشأته، وزاد بالقول إن "حركة الإقبال على الأروقة تكشف هذا التحول في مسار المعرض". استرسل بورا بالقول إن "هذا التحول الذي أضحى يعرفه المعرض نأمل أن ينضجه أكثر ليصبح قرية كتبية تقدم خدماتها للقراء بوتيرة يومية"، داعيا الجهات المسؤولة إلى الاهتمام بهذا المعرض لإعطائه إشعاعا دوليا بمشاركة كتبيين دوليين. ويراهن المعرض الوطني للكتاب المستعمل على القراءة باعتبارها دعامة للتنمية البشرية، لذلك كان موضوع "الكتاب وسبل تحبيب الشباب فيه وآليات تداوله" شعار الدورة الذي تدور في فلكه كافة الأنشطة الموازية. كما أن المعرض يضع نصب الأعين القدرة الشرائية للمواطن، وحاجاته المتنوعة من الكتب. واستطاعت هذه التظاهرة، التي عرفت مشاركة عشرات الكتبيين القادمين من الدارالبيضاء وسطات، مراكش وآسا الزاك والرباط، أن توفر للقارئ، عاشق الكتاب المستعمل، 400 ألف عنوان، تتراوح مجالاتها بين الأدب والفكر والدين والعلوم الإنسانية والاجتماعية والمقررات الدراسية، وكتب الأطفال. وتنظم الأنشطة الثقافية للمعرض، التي تعرف مشاركة أساتذة وباحثين مغاربة، في رواق يحمل اسم الكاتب المغربي إدريس الشرايبي، الذي تحل في شهر أبريل من هذه السنة الذكرى العاشرة لرحيله. وتحرص على تنشيط البرنامج الثقافي المتنوع الموازي للمعرض عدد من الجمعيات والنوادي؛ منها نادي القلم المغربي، بتنسيق مع مختبر السرديات، ونادي الكتاب وجمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية لدرب السلطان، والجمعية المغربية لمساندة الأسرة، ونادي البذرة الخضراء، ورابطة قدماء تلاميذ الدارالبيضاء، ومرصد أطلنتس الدولي للسلام والدبلوماسية الموازية، وجمعية المغرب الجديد ومؤسسة الموجة الثقافية.