على إيقاعات الألوان والمواضيع والأفكار وبحضور فعاليات فنية وثقافية وجمعوية، افتتح، مساء الأحد 9 أبريل برواق "برتوتشي" بمدينة شفشاون، المعرض الجماعي لجمعية "الهندقة"، والذي سيستمر إلى غاية التاسع من شهر ماي المقبل. وجاء هذا المعرض التشكيلي، الذي جمع أعمال وجوه فنية شبابية من الشمال تمثل حساسيات وتجارب مختلفة، في سياق إقامة فنية موسومة بالمختبر الإبداعي "للهندقة" لإنجاز أعمال تجمع المكان والزمان والعوالم اللونية والتيمات بأساليب ورؤى تخترق المسافات وتلتقط المعاني. واستوحى الفنان التشكيلي بلال الشريف مضامين لوحاته من فن العمارة وعلاقتها الروحانية بالإنسان، فضلا عن الفضاء باعتباره يشكل هاجسا يوميا بالنسبة إليه ومن خلاله يستقي مادته وجوهر أعماله وغنى مشاهده. وشكلت الوجوه بالنسبة إلى التشكيلي فيصل بنكيران مادة خصبة لاستحضار سيرة المرأة التي تظل مغيبة عن الكثير من المحطات، مقدما في لوحاته فراغات بالوجوه تسائل وتقول وتبعث برسائل إلى من يقمعون صوت نصف المجتمع. وترتبط موضوعات الفنان التشكيلي رشيد بلفقيه بالمدينة القديمة لتطوان بكل تجلياتها وبعلاقته الوطيدة مع البحر، موظفا عبر ذلك مساحات لونية متداخلة تستظل في أنماطها بالتجريد، الذي يترك اللوحة مفتوحة على قراءات بصرية لا تنتهي. وجسّد التشكيلي جواد فرار حضوره من خلال الاشتغال على جمالية الحرف العربي، لما يشكله من مكونات أساسية تؤشر على الهوية، مازجا ما بين أنواع الخطوط من ثلث ونسخي وغيرهما، خالقا بذلك تناسقا وانسجاما بين الحرف واللون. واستحضرت أعمال الفنان عمر سعدون خاصيات الواقع وتناقضاته وما نعيشه اليوم من هدم للإنسان من خلال الحروب والإرهاب بالعالم المعاصر.. ومن زمن يبحث عن ملامحه بين المجهول، معيدا بذلك الحيز إلى حوار داخلي وإلى سؤال الذات والآخر وما تختزله التجربة البشرية في حقيقتها. واختار التشكيلي عادل الربيع عناق التجريد، موظفا إياه من منظور الحياة الاجتماعية وارتكاز أعماله ومن زوايا مختلفة، على المربعات والمستطيلات والأشكال وعلى مشترك التراث والمعمار والأماكن الذين ينغرسون فيه يوميا.