في خضمّ التحديات التي يطرحها شحّ الموارد المائية في مناطق شتى من العالم، بسبب التغيرات المناخية، وفي ظلّ تزايُد الحاجة إليها، تتمحور المناظرات والندوات التي تعرفها الدورة الثانية عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس حول موضوع "إمدادات الماء.. الفلاحة والأمن الغذائي". واختير شعار "قطرة بقطرة لكسب رهان الأمن الغذائي" للمناظرة التي تسبقُ افتتاح المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في دورته التاسعة، وانطلقت اليوم الاثنين، بحيث تناقش المائدة المستديرة الأولى موضوع "الماء في صلب السياسات الفلاحية: قراءة متقاطعة للتجارب الوطنية". ويشارك في المائدة المستديرة الأولى كل من عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وخالد حنيفات، وزير الفلاحة الأردني، وجاكلين سلطان، وزيرة الفلاحة بحكومة غينيا، وأودو إينوسون أوكبه، وزير الفلاحة بحكومة نيجيريا، ووزيرة الفلاحة والتغذية والبيئة الإسبانية، إيزابيل غارسيا تيخيرينا. وباعتبار أنّ الماء يشكّل أحد التحديات الكبرى التي يواجهها العالم، وباعتباره العمود الفقري للفلاحة، ستنكبّ الدورة التاسعة للمعرض الدوالي للفلاحة بمكناس على مناقشة الخطوط الكبرى لميثاق جديد يضع الاستعمال المستدام للموارد المائية في صُلب التنمية الفلاحية. في هذا الإطار، تُخصّص المائدة المستديرة الثانية ضمن المناظرة الوطنية للفلاحة، اليوم الاثنين، والتي يشارك فيها خبراء دوليون في مجاليْ الفلاحة والماء، لموضوع "الابتكار في خدمة الفعالية المائية: أيّة حلول غدا؟". مناظرات الفلاحة بمكناس ستشهد، أيضا، تقديم حصيلة القطاع الفلاحي بالمغرب، من خلال إستراتجيته التنموية في مخطط المغرب الأخضر، والتي اعتبرت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه، في بلاغ صادر عنها، أنها "غيّرتْ بشكل عميق شكل القطاع الفلاحي، وأعطتْ دافعا حاسما لتنمية مستدامة للقطاع". وتشير معطيات وزارة الفلاحة إلى أن مخطط المغرب الأخضر ساهم بعد أقلّ من عشر سنوات على تفعيله في رفع الناتج الداخلي الفلاحي الخام من حوالي 68 مليار درهم سنة 2008 إلى أكثر من 120 مليار درهم في 2015، وإلى أكثر من 108 مليارات درهم سنة 2016، رغم أنها كانت سنة فلاحية صعبة بسبب شحّ التساقطات المطرية وضعف المحصول الفلاحي. وبخصوص الصادرات الفلاحية للمغرب، فقد سجّلت ارتفاعا بنسبة 78 في المائة منذ الشروع في تفعيل برنامج مخطط المغرب الأخضر، إذ ارتفعت من 15 مليار درهم سنة 2008 إلى 27 مليار درهم سنة 2016. وتقول وزارة الفلاحة إن مخطط المغرب الأخضر، الذي وضعت سنة 2020 أفُقا له، وضع المملكة في مصافّ البلدان الأولى المنتجة والمصدّرة للمنتجات الفلاحية والفلاحية-الغذائية إفريقيا وعالميا، مشيرة إلى أنّه على بعد ثلاث سنوات من اكتماله، "يمكن القول إنه حقق أهدافه التي وُضع من أجلها، وهي تحسين الإنتاج وجودته وتنافسيته".