تسود حالة من الخوف والترقب بين مربي الأبقار والأغنام، وكذلك منتجي الحليب بالمغرب، عقب إعلان كل من الجزائر ومصر ظهور وباء الحمى القلاعية من النوع الخطير لديهما، وهو ما دفع المملكة إلى إطلاق حملة واسعة للتلقيح في صفوف قطعان الأبقار، خصوصا مع اقتراب عيد الأضحى وما يصاحبه من تحركات للقطيع الوطني. حملة التلقيح يرتقب أن تكون واسعة، ابتداء من 15 من الشهر الجاري إلى غاية نهاية غشت، وستشمل أزيد من 3 ملايين رأس من الأبقار على الصعيد الوطني، بمشاركة أزيد من 700 طبيب بيطري مرخص له. وكلف الوباء الذي أصاب قطيع الأغنام في عدد من البلدان المغاربية، من صنف A، خسائر مادية كبيرة لمربي الأبقار والمواشي ومنتجي الحليب، وهو الأمر نفسه الذي قد يحصل في حالة ظهوره بالمغرب، إذ من المرتقب أن ينخفض إنتاج الحليب ب70%، حسب ما أوضحه الطبيب البيطري بوعزة الخراطي لهسبريس. وأشار الخراطي إلى أن المغرب عرف عدة حالات من الحمى القلاعية، ولكنه منذ أن أطلق، قبل سنوات، إستراتيجية "التلقيح الاستباقي"، غداة انتشار المرض في المناطق المجاورة، "تمكن من حماية القطيع الحيواني والحليب من هذا الوباء". ويقترح الخراطي، الذي يترأس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، تشديد مراقبة الحدود المغربية الجزائرية على مستوى الجهة الشرقية، "لأن الوباء قد يدخل إلى المغرب عبر الأعلاف المستوردة أو المواد الغذائية". "أما الانتقال عبر الإنسان فهو احتمال ضئيل ولا يشكل أصلاً خطراً على صحة وسلامة المواطنين"، يقول المصدر ذاته. من جهته، حذر عبد الرحمان بلكحل، مدير الفيدرالية البيهمية المغربية للحليب، من تأثيرات ظهور الحمى القلاعية بالمملكة على قطاع الحليب ومشتقاته، مبرزا في تصريح لهسبريس أنهم مستعدون للتعاون مع الجهات المختصة لوضع مقترحات عملية، "تفادياً للخسائر المادية التي قد تنتج في حالة ما قدر الله انتشار المرض بالمملكة". "الإجراءات التي يتخذها المغرب في هذا الصدد رغم إيجابياتها، إلا أن لها وقعا سلبيا على الفلاح، إذ يقل نشاطه ويمنع من الدخول والخروج إلى الضيعات الفلاحية أو التنقل أو بيع قطيعه، وهو ما ينعكس سلبا على منتجي الحليب"، يقول عبد الرحمان بلكحل.